منوعات

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

سعـت أمم كثيرة على مر التاريخ لتكوين حضارات وإيجاد هوية وطابع مميز لها
وإلا إذا لم تفعل لما كان ليصل إلينا ما نطلق عليه التُراث الحضاري لهذه الأمم
فنستطيع عن طريق ما وصلنا من مختلف الحضارات المقارنة بينهم واستخلاص
الطابع المميز لكل امة.

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

و من أهم الدراسات التي تفيدنا في هذه المقارنة ، دراسة الطابع المعماري لفترات
التاريخ المختلفة منذ بدء الخلق وحتى وقتنا هذا ,وربط التغير الحادث بالأحداث
المعاصرة لهذه الفترة ومنها الأحداث السياسية.

يجب قبل المقارنة بين الطابع المعماري لكل امة أن نضع في الحسبان العوامل المؤثرة في العمارة :

العوامل البشرية : مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلد.
العوامل الطبيعية ( لا دخل للإنسان بها ) : مثل المناخ والجغرافيا و الجيولوجيا الخاصة بالمكان.

لأنه من الضروري تغير الطابع المعماري للبلد بتغير أيا من هذه العوامل.

بينما كان الطراز المعماري يعكس ايدولوجيات المجتمع في القرون الماضية، أصبح الآن وسيلة فنية وتعبيرية. كما تتباهى كل من المدن الكبرى في العالم بمجموعة
من الطرز المعمارية الخاصة بها والتي تعطي انطباعا مختلفا عن المدن الأخرى.

في حين أن الهندسة المعمارية تستمر في النمو والتغيير، لا تزال بعض الطرز وأساليب البناء القديمة موجودة وبارزة حتى يومنا هذا. ويمكن أن نراها في جميع
أنحاء العالم، سواء في المباني أو المساجد أو المتاحف والمعارض الفنية.

لذا من الطراز المعماري الإغريقي إلى العمارة المعاصرة، أستعرض لكم اليوم نبذة عن تاريخ الطراز المعماري حول العالم.

الحضارة الإغريقية:
دائما ما نسمع عن الاغريق وعن امتلاكهم لحضارة عظمى ,هيا بنا نتعرف على عمارتهم
واهم مساهماتهم في الحضارة البشرية.

قدم لنا الإغريق ( اليونانيون في وقتنا الحالي ) بعضا من اروع مباني العالم القديم ,التي انشأ وفقه
العديد من المبان والبلدات ,وليس فقط قديما بل حتى الان كالمعابد ,القصور و الملاعب والمسارح.

لكن أولا دعنا نلقي نظرة على العوامل التي اثرت على العمارة الإغريقية:
بيئة جيولوجية : من اهم ما تمتاز به هذه البلاد وجود الرخام في أثينا و جزر “باروس و ناكسوس”,اهتم الاغريق اهتماما بالغا بجودة الرخام المتوفر في
بلادهم للحصول على خطوط مستقيمة و منتظمة و أسطح ملساء , لدرجة أنهم كانوا يضيفون طبقة من البياض الرخام على حوائط المباني من الحجر
للحصول على أسطح رخامية جميلة و كانت هذه الظاهرة من أهم مميزات العمارة في اليونان و كذلك تواجد الحجارة فيها بكثرة مما اتاح استخدامها
كمادة بناء أساسية في عمارتهم كما اهتموا بنوع الحجر.

بيئة دينية : تعدد الالهة جعل لدي الاغريق معابد متميزة وذات طابع خاص بها ,فلقد حاول الاغريق ان يصلوا للكمال المعماري في هذه المباني من خلال
النسب الذهبية والمقاس الانساني ,كان يعتمد الدين الإغريقي على عبادة الأشخاص أو الظواهر الطبيعية وكانت لكل بلد عبادة معينة وأعياد خاصة بها
وتوجد أيضا آثار لمعتقدات وعبادات أخرى تعتمد على عبادة الأبطال ,كان الرهبان والقساوسة هم الذين يقررون ذلك وربما لمدة معينة للرجال والنساء
والأبطال وبعد ذلك تنتقي عنهم هذه الصلاحية ويعودون مرة أخرى لطبقة الشعب ,وقد كان للدين تأثير كبير على الاغريق مما ظهر بوضوح في معابدهم
ويرجع هذا التأثير لأنهم كانوا ينظرون للدين نظرة فلسفية عميقة.

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

بيئة مناخية: مناخ معتدل يمتاز بارد في الشمال و دافئ في الجنوب ادي لاهتمامهم بالمباني المكشوفة و الساحات العامة و كذلك من اهم خواص العمارة
في اليونان وجود البوائك و الكلونيد و البورتيكو.

وأهم ما يميز العمارة الإغريقية هى : الأعمدة الإغريقية اليونانية :

العمود الدوريك (Doric ) أقدم طُرُز الأعمدة الإغريقية، وقد تميّز بالفخامة والمتانة وقلة الزخارف، كما تميز بتاج كبير غير مزخرف، ويبلغ ارتفاع
بدنه نحو خمسة أمثال قطر أسفله، كما يتميز هذا الطراز بعدم احتوائه على قاعدة للعمود، وقطر البدن يكون كبيراً من الأسفل حتى الوسط
ثم يصغر باتجاه الأعلى ومن الأبنية التي استخدمت هذا النوع من الأعمدة معبد البارثينون في أثينا.

العمود الآيوني (Ionic) هو ثاني هذه الطُرُز، وقد تميّز بأنه يقوم فوق قاعدة، ويحتوي على تاج مزيَّن بزخارف حلزونية، كما يرتفع بدنه برشاقة واضحة،و
يبلغ ارتفاع بدنه من القاعدة نحو تسعة أمثال قطر أسفله، وقطر البدن يكون كبيراً من الأسفل حتى الوسط ثم يصغر باتجاه الأعلى، والبدن ذو أقنية
نصف دائرية وذات رؤوس ملساء وعدد أقنيته 24 ثم أصبحت 20، وهي ذات نهايات من الأعلى والأسفل وقد استخدم هذا الطراز في معبد الأركتيون في أثينا.

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

الطراز الكورنثي (Corinthian) يعد هذا العمود الذي ابتكره كاليماخوس الأكثر شبهاً بالعمود الآيوني من حيث قيامه على قاعدة سفلى، ويعد أرشق تلك الأعمدة إذ يبلغ ارتفاع بدنه نحو عشرة أمثال قطر أسفله، كما يتميز تاج العمود في هذا الطراز بكونه عبارة عن سلة تعلوها أوراق الكنتوس في
صفين تبرز بينهما سيقان ذات وريقات تنتهي بأربعة زخارف صغيرة معقوصة أو مضفورة تزيّن أطرافه، وقطر البدن يكون كبيراً من الأسفل حتى الوسط ثم يصغر باتجاه الأعلى لم يستخدم إلا نادرً هذا الطراز حيث اقتصر استعماله في أبنية معينة لها صفة خاصة وليست معابد، فاستخدم في المقابر
والنصب التذكارية والبوابات وأبراج الرياح.

 


لاحظوا حولكم ,هل يوجد في بيئتكم او محيطكم ما يعود إلى الحضارة الإغريقية ؟

سنتابع في المقالة التالية المزيد من سمات العمارة الإغريقية

كتبت م/ رضوى مصطفى فتح الله.

تاريخ الطراز المعماري ( كيف بدأ وكيف تطور)

 

السابق
وقفات مع شهر شعبان المبارك
التالي
عِشْ إنساناً ولا تكنْ ضفدعاً

اترك تعليقاً