كتبت:تيسير فهمى
قصة اغنية “ست الحبايب”
للشاعر حسين السيد . وتلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب وغناء الفنانة فايزه أحمد و اصبحت رمزاً للوطن العربى واعتبرت نشيد وطنى للام.
– خرجت كلماتها صدفة ولحنت في ربع ساعة وسجلت في الإذاعة المصرية في اليوم التالي مباشرة، ليكتب لها القدر أن تظل راسخة في اذهاننا جميعا وتصبح أيقونة فى عيد الام
أذيعت لأول مرة في الإذاعة المصرية يوم 21 مارس من العام 1958.
حكاية خروج الاغنية للنور :
لم يكن صاحب كلماتها يعلم أنها ستكون إحدى أبزر الأغنيات المرتبطة بالأم وعيدها
في مساء يوم 20 مارس من العام 1958، ذهب الشاعر الكبير حسين السيد لزيارة والدته في منزلها بعد عناء يوم شاق وطويل من العمل وعقب صعوده الطوابق الخمسة متجهاً لشقة والدته في الطابق الأخير، اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه كي يقدمها لها في عيدها ونظراً لشعوره بالتعب والإرهاق فلم يبادر بالنزول مجدداً للشارع وشراء هدية، هداه تفكيره لحيلة يهدّئ بها والدته ويسعدها.
أخرج الشاعر الكبير ورقة وقلماً من جيبه وجلس على السلم أمام الشقة يكتب كلمات يعبر فيها عن حبه وتقديره لأمه، ويقدمها لها عندما تفتح له باب الشقة.
انطلقت الكلمات تخرج بعفوية من الشاعر ووجد دون أن يدري في النهاية أنه كتب هذه الكلمات:
“ست الحبايب ياحبيبه… يا أغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة…يارب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي…وشلتي من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقتي…بتحملي الهم بدالي
أنام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان…وتيجي تشقري
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي…ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك أنت…وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي…قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي…من قبل ما أحس أنا
يارب يخليكي يا أمي…يارب يخليكي يا أمي
لو عشت طول عمري…أوفي جمايلك الغالية علي
أجيب منين عمر يكفي …وألاقي فين أغلى هدية
نور عيني ومهجتي…وحياتي ودنيتي
لو ترضي تقبليهم…دول هما هديتي”
انتهى الشاعر الكبير من الكلمات، وطرق باب الشقة وقدم الكلمات لأمه التي قرأتها وبكت فرحة من تأثرها بها، فقد مست قلبها وعبرت عن مشاعر ابن بار ومحب لها، وسألت ابنها هل هذه الكلمات لها أم أنها أغنية جديدة من تأليفه؟
فقال لها إن هذه الكلمات لها وحدها فقط وليست أغنية، لكنه زاد في وعوده لها وقال إنها لو رغبت في أن تكون أغنية فسيكون ذلك خلال ساعات وبصوت أجمل المطربات.. فوافقت.
فاحتار وفكر كيف يفى بوعدة لامة وهو مازال في شقة والدته، اتصل الشاعر الكبير بالموسيقار محمد عبدالوهاب وروى له القصة، وقرأ عليه الكلمات واكشتف بعد الانتهاء من قراءتها أن عبد الوهاب سجلها في ورقة عنده، ووعده الأخير بتلحينها ليكتشف الشاعر الكبير في اليوم التالي هو ووالدته بالأغنية تذاع في الإذاعة المصرية وبصوت فايزة أحمد.
الفنانة فايزة أحمد
اندهش حسين السيد واتصل بعبد الوهاب مستفسراً عما حدث، فقد ترك له الأغنية منتصف الليل واكتشف في الصباح بثها في الإذاعة، فقال له عبد الوهاب إنه أعجب بالكلمات ولحنها في 15 دقيقة، واتصل بفايزة أحمد ودعاها على الفور للتدريب على اللحن.
وكانت الأقدار تحيط بالجميع فقد حفظت المطربة الكبيرة الكلمات بسهولة وفى صباح يوم 21 مارس، وهو عيد الأم، كانت فايزة أحمد في الإذاعة المصرية تسجل الأغنية لتبث في العاشرة مساء نفس اليوم، وتنطلق عبر الأثير في سماء العالم العربي لتظل اسمها وحروفها في أذهان وذاكرة الجماهير.