دنيا الفن والنجوم

الإعلاميّ #ناصر_عقيل: لمْ يكُن منَ السّهلِ الوقوفُ أمامَ مُقَدَّمِ الدّراما السّوريّة، وساحرِها الأُستاذ “عابد فهد”

تحدّثَ الإعلاميّ #ناصر_عقيل عن تجربتِهِ الفنيّةِ الدراميّةِ الأولى، بدور المُمرِّضِ “جمال”، أمامَ الفنّان
“عابد فهد” في مسلسلِ 350غرام.

مُبيّناً أنّ هذهِ التَّجربةَ قد تتحوّلُ من تجربةٍ ممتعةٍ إلى بدايةٍ مهنيّةٍ فيمَا بَعد، بالتّوازي معَ عملِهِ في مجالِ الإعلامِ وتدريبِ هواتِهِ في الأداء.

وتابعَ قائلاً : ” مِن شَرَارَةٍ إلَى نَار، دَعوَةٌ من نجمٍ مضيءٍ إلى سَدِيم، ليَدُورَ في فَلَكِهِ فَأضَاءَه، لم يكُن من السَّهلِ الوقوفُ أمامَ مُقَدَّم الدراما السّوريّة، وساحرِ الأعمالِ المشتركةِ الأُستاذ “عابد فهد”، في أوّلِ مشاهدٍ حواريّةٍ دراميّةٍ لي، ليسَ فقط في المُسلسل، بل

في المجالِ المهنيّ الفنّيّ كلِّه، فضياءُ النُّجومِ المُشعَّةِ في فَلَكِها إمَّا يُحرِقُكَ أو يُنيركَ أمامَ ملايينِ المشاهدين، وفي الحقيقةِ لم يكُن بإمكاني استخدامُ إلّا أداة واحدةً أمامَ تواضُعِ المُحترفِ “عابد فهد”، هيَ الصِّدق، فعليكَ أن تكونَ صادقاً لتنجحَ كمُمثّل.

وقَد كشفَ #عقيل عن سعادتهِ بكونِهِ جزءاً من هذا العملِ الرّائعِ، من كتابةِ الأستاذةِ “ناديا الأحمر”، وإخراجِ المبدعِ “محمد لطفي”، وإنتاجِ شرِكَتَينِ كانَ حضورهُمَا مهمٌّ جداً في شهرِ رمضان، “آي سي ميديا” المُمَثّلةَ بالسّيدِ إيّاد خزوز، و”غولدن لاين السّورية”.

موضّحاً أنّهُ ظهرَ أمامَ الجمهورِ في شهرِ رمضان، ممثّلاً وليسَ إعلاميّاً ، وذلكَ مع تحفُّظهِ على الصّفَتين، بمشاهدٍ مهمّةٍ تحملُ عاطفةً وتأثُّراً كبيراً للمُحامِي نوح الرّيّس الّذي قامَ بدورهِ الفنّان “عابد فهد”،

في شخصيَّةِ المُمرِّضِ جَمال، الّتي سَيّرها بطبقةِ صوتٍ مناسبةٍ لكُلّ جُملةٍ وحالةٍ وشعورٍ ومشهَد، والحضورُ في الصّوتِ أعطَى طابعاً مميّزاً لشخصيَّةِ المُمرِّضِ جمال، على الرّغمِ من حجمِ الدّور.

لافتاً #عقيل أنّ الدّورَ هوَ مشاركةُ بطولةٍ، من خلالِ شهادتِهِ على حدثٍ مهمٍّ في جزأَي حلقاتِ المسلسل (النّبوءة1، ونبض2) ،

هو أقربُ شاهدٍ على وصيّةِ سليم الرّاعي الّذي قامَ بدورهِ الفنّان “طارق صبّاغ” وحاولَ الحفاظَ عليهَا وتحقيقِها.

وأشارَ إلى رغبتهِ بخوضِ تجربةِ التّمثيلِ منذُ البدَاية، فهذهِ ليسَت النّقلةَ المهنيّةَ الأولى لهُ على مدارِ عشرِ سنوات، قائلاً:

في الحياةِ هناكَ فرصٌ تأتي من أبوابٍ ثلاثَة، البابُ الأوَّلُ هو الصّدفةُ وهوَ متاحٌ دائماً، فقد تكونُ جاهزاً لدخولهِ أو لا تكُون،

فإنْ لمْ تمتَلِك فلسفةً خاصّةً في حياتكَ قد تفرضُهُ الأهواءُ السَّائدةُ عَليك، أمّا البابُ الثّاني فهوَ الحظّ، يُفتَحُ لكَ لتحصلَ على أمورٍ جيّدةٍ أنتَ لم تبذلْ مجهوداً للحصولِ عليها، أو مُسبقَاً لم تستعِدّ لها، والبابُ الثّالثُ هو التّوفيق،

يُفتَح لكَ على هيئةِ مكافأةٍ على ما سعيتَ لأجلهِ وإليه، لذا أنا أشجِّعُ الخوضَ في تجارِبَ حياتيّةٍ ومهنيّةٍ جديدةٍ،

إن كانَ الإنسانُ عاملاً في الإعلامِ أو غيرِه، نجحتَ أم فشِلت، ما عليكَ إلّا أن تكونَ مُستعدّاً وشجاعاً، لتبقَى في النّهايةِ فقط النيّة.

ويُذكَرُ أنَّ الإعلاميّ والممثّل #عقيل، انتقلَ من الإذاعةِ إلى التّلفزيون، ومن مذيعِ نشراتٍ إخباريّةٍ إلى تقديمِ البرامجِ المنوّعة، والتّنويعِ في ألوانِ التّعليقِ الصّوتي، إلى أن وصلَ إلى التّدريب.

وأضافَ أنّ مخرِجَ العملِ الأُستاذ “محمد لطفي”، كانَ يستفزُّ الممثّلينَ ليقدِّموا أفضلَ ما لدَيهِم، وأنَّ المُخرجَ الشُّجاعَ هو القادرُ على تبنِّي الجديدِ في العملِ وكسرِ النّمطيّة، ليسَ فقط في اختيارِ وجوهٍ جديدةٍ، بَل في كُلِّ جوانبِ العمل، معتبراً أنَّ هناكَ قرابةٌ بينَ الإعلامِ والتّمثيلِ من جَذرَينِ اثنَين، قائِلاً :

“الجذرُ الأوَّلُ هو الثّقافةُ، فطُلَّابُ المعهدِ يقرأونَ عن المسرحِ والأفلامِ والرِّواياتِ الأدبيّةِ والقصصِ القصيرةِ وكلِّ ألوانِ الفنّ، وتقدِّمُ كلُّ هذهِ الفنونِ رسائِلَ حياتيّةً ومجتمعيّةً وسياسيّةً ودينيّةً واقتصاديّةً وأدبيّةً وشعريّة، أي أنّ الفنَّ والفنّانينَ يستطيعونَ تجسيدَ كلِّ أفكارِ الإنسانِ وخيالهِ وجوانبِ حياتهِ اليوميّةِ وأمراضِهِ النّفسيّةِ وصراعاتِه، جمالِهِ وبشاعتِه، لكِن ليسَ مطلوبٌ من الفنِّ أن يبحثَ عن حلولٍ لها ويطرَحَها،

وطُلّابُ كليّةِ الإعلامِ أيضاً يقرأونَ عن كيفيَّةِ صناعةِ الخبَرِ والحدَث، وكتابةِ المقالاتِ والرّأي وأسُسِ النّقدِ في السّياسةِ والدّينِ والاقتصادِ والرّياضةِ والفَن، فيفرضُ عليهِم التعمُّقَ بالقراءةِ والفَهمِ أكثَر ليتَمَكّنونَ منَ الكتابةِ، والقاعدةُ الذّهبيّةُ المعروفةُ هُنا أنْ تعلَمَ كلَّ شيءٍ عن شيء، وشيءٍ عن كلِّ شيء، من هُنا نستطيعُ أن نجِدَ روابِطَ بين المجَالَين،

أمّا الجذرُ الثّاني فهوَ رابطٌ منفصِلٌ مكمّلٌ للمجالَين، فهوَ آليّةُ الطّرحِ المقدَّم، فالإعلامُ كسلطةٍ رابعةٍ يستطيعُ أن يطرحَ حلولاً مُدعّمةً بنتاجٍ فنّي

،لأنّهُ مع مرورِ الوقتِ تُصبحُ أحياناً الأعمالُ الفنيّةُ ضمنَ النّطاقِ الّذي نتكلّمُ عنهُ إرثاً مادّياً ولا مادّي، وتاريخاً للإنسانِ وأيّ أمةٍ ومُجتمع”.

وبدورهِ نوّه قائلاً : “إنْ كانَ أصحابُ الباعِ الطّويلِ أيْ صُنّاعُ العملِ ومشاهدوهُ راضينَ عن أدائِه الأوّلِ هذا يكفيه، وأنّهُ يستطيعُ تقديمَ أفضلِ ممّا قدّم، وفي الفنِّ الجمهورُ هوَ الحَكم،

ونقَّادُه المثقَّفونَ همْ خَبيرو الجودَة، أمّا في الإعلامِ، غيرُ محبّذٍ أنْ ينتقدَ الصحافيّ إلّا صحافيّاً مثله،

لأنَّه يُعلِمُ النّاسَ بالأحداثِ وينقلُ الأخبارَ، وإن حازَ علماً نشرَه دونَ تردّد،

فهوَ لا يُرَّفِه عنهُم، هذا في المَبدأ، وربّما اليوم باتَ زمنَ المِهنِ مُختلفاً.

ويَرى #عقيل، أنَّ ما استفادَهُ من خبرتِه الإعلاميّةِ أنّها صقَلتْ خامَتهُ المرنةَ جيّداً،

لكنَّ الجُهدَ الكبيرَ كانَ في بناءِ شخصيّتهِ الإعلاميّةِ وتنميةِ مهاراتهِ حتّى استطاعَ امتلاكَ القُدرةِ على الفَصلِ،

وإخضاعِ شخصيّتهِ في أيِّ شيءٍ يقدِّمُهُ أمامَ الكاميرا، لعلّهُ بذلكَ يتميّزُ ويبرزُ بينَ نظرائِهِ ليحصلَ على الفرَص، وتطلَّبَ ذلكَ منهُ معاناةً وجهداً كبيرَين.

وختمَ حديثهُ بما قالَ لهُ الأستاذُ “عابد فهد” أثناءَ تصويرِ المُسلسل :
” أنتَ تملُكُ كلَّ المقوّماتِ للدُّخولِ في هذهِ التّجربة، الخامَةُ مصقولةٌ، والموهبةُ حاضرةٌ، ولمْ يبقَ إلّا المُمارسة”. وقالَ أنّهُ التقَى صدفةً بالفنّانِ “طارق مرعشلي”، الّذي يلعبُ دورَ الضَّابطِ، وقالَ لهُ مشجِّعاً :
“لغتُكَ العربيّة، ومخارجُ حروفِك، وصوتُك، سيكوّنونَ عواملَ مهمّةً لكَ هُنا”.

متمنِّياً #عَقيل أن يكونَ للمُمرِّضِ “جمال” مساحةً أكبرَ في الموسمِ الثَّاني، إنْ طُرحَ المشروعُ على المنتِجِ والكاتبةِ والمُخرِج، هوَ أمرٌ جميلٌ كالحُب، غيرَ متاحٍ للجَميع، فلِما لا يكونُ كذلِك!.
#إعداد_وحوار: عدي لؤي السلامي
#تدقيق: حلا محسن محمّد
نقلا عن الفريق الإعلامي السوري

السابق
جولة رمضانية في المناطق التاريخية
التالي
روتين يومي لبشرة رائعة

اترك تعليقاً