حياةٌ تُناجي حياة
——
أن الحياة الافتراضية تغزونا ونحن في نوم عميق ونردد كذباً أننا نعيش ونتنفس ، ولكن الحقيقة أننا مغيبون فكل منا أسير عالمه الافتراضي ،
نحن غير مدركين لما يحدث لنا أو لمن هم حولنا فإذا ما تحدثنا عن إمكانية التعبير بالكلمات – بغير استخدام الوسائل الحديثه فستصيبنا حاله من الجهل ، حيث اننا اليوم نجد حولنا من هم غير قادرين على التعبير عن أبسط شعور يملكونه بالكلمات المنطوقة .
أن العائلات والأسر اليوم غير مدركين لما يغزو أفكار أبنائهم ، وكل ما عليهم هو لومهم وعتابهم بل عقابهم بأقسى أنواع العقوبات إذا اخطئوا أو تلفظوا بكلمات غير مناسبة أو قاموا بتصرف غير مناسب خاصةً أمام العامه ( المجتمع والناس) وبخاصةٍ لو كانوا صغاراً في السن .
أيتها الاسر والعائلات الكرام …..،
أنتم المسؤولون عن تصرفات وأفكار أبنائكم ، فإذا كانت تصرفاتهم أو أفكارهم غير مناسبة فإن المُحاسب الأول والأخير هو أنتم ، أنتم من تركتموهم إلى أسر العالم الإفتراضي المليء بالغموض ، فبرغم من أن كل شيء واضح في ذلك العالم إلا أنه عالم زائف وملون ، ينشئ أجيالاً ومجتمعات مليئه بالفكر الملوث والمريض .
أعرف أن الكثير من الأسر ستحاربني بعد هذا الكلام ، ولكن قبل أن تبدأوا الحرب أرجوا منكم أن تلقوا نظرةً على شبابنا وأفراد مجتمعنا فلقد تحولنا جميعاً ودون مبالغة إلى زومبي يتجول في الشوارع والمنازل وبيدهم هواتفهم المحمولة حتى لاينفصلون لحظةً عن عالمهم الافتراضي ويكونون عليه صداقات ويتعايشون مع افراده في علاقه وطيده اكثر من علاقاتهم بأسرهم الفعليه . حاولوا أن تستمعوا إلى الصرخات الأخيرة من الحياة وابدئوا في أنقاذ أنفسكم قبل أبنائكم ،حاولوا أن تصنعوا لغة حوار مشتركة حقيقية فيما بينكم ولا ترددوا (( أن الحياة تلاهي ومشاغل )) فإذا كنتم ستختبئون خلف هذه الجملة فلا تحزنوا على شخصية وأفكار أبنائكم المريضة ، فان الجلوس مع الأبناء وخاصةً إذا كانوا في فترة التنشئة وهي الفترة المسلية والصحيحة لكم لتواجهوا هذا الإدمان والغزو وتنشئوا أجيال صالحة ذات أفكار صالحة تفخروا بها في كل ثانية من حياتكم.