عام

حكم منكر معجزة الإسراء والمعراج

حكم منكر معجزة الإسراء والمعراج

الحمد لله رب العالمين، أعدّ لمَنْ أطاعه جنات النعيم، وسعرّ لمَنْ عصاه نار الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

((كثرة الطعن والهجوم على الثوابت والمسلمات))

أيها الأحبة الكرام: فقد كثر في هذا العصر التجرؤ على دين الله (عزّ وجلّ)، والهجوم على الثوابت والمسلمات، والطعن في الأئمة الأعلام، ومما زاد الطين بلة أن كثيرًا من هذا التجرؤ والهجوم والطعن يبث على الفضائيات في بلد هو قبلة العلم الشرعي في العالم العربي والإسلامي، بل والعالم، ومن هنا كان لازما على أهل العلم أن يبينوا ويوضحوا للعوام الحكم الشرعي في هذا الطعن والهجوم والتجرؤ حتى لا ينخدعوا بمن تولى كبره منهم، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعذرة إلى الله (عزّ وجلّ)، ومن تلك الثوابت التي تعرضت للطعن والهجوم البغيض معجزة الإسراء والمعراج، فارتأيت ونحن نجدد الاحتفال والاحتفال بها أن أبين حكم منكرها، فأقول:

((حكم منكر معجزة الإسراء))

منكر معجزة الإسراء كافر كفرًا مخرج عن الملة الإسلامية، لإنكاره آية من القرآن الكريم، ألا وهي الآية الأولى من سورة الإسراء، الآية الوحيدة التي ذكرت معجزة الإسراء صراحة، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الإسراء:1].

كما أن إنكار معجزة الإسراء يعدُّ إنكارًا لقدرة الله (عزّ وجلّ)، فهو الذي أسرى برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يسر (صلى الله عليه وسلم) بنفسه، وهذا هو سر التعبير بقوله تعالى: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، وهذا أيضًا هو سر التعبير بقوله تعالى: {سُبْحَانَ} التي تعني التنزيه والتعظيم والعجب، فيكون المعنى: عجبٌ من الذي أسرى بعبده روحًا وجسدًا ليلاً، أو نزه أيها المؤمن وعظم فعل اللهّ (عزّ وجلّ)، ولا تقسه على فعل المخلوقين، ولا تكن منكرًا له.

((حكم منكر معجزة المعراج))

أما منكر معجزة المعراج عمومًا فهو فاسق، والسرُّ في تفسيقه دون تكفيره أن القرآن الكريم قطعي الثبوت، وهو أما قطعي الدلالة، أو الظني الدلالة، أما السنة النبوية المطهرة فمنها ما هو قطعي الثبوت وهو الأحاديث المتواترة، ومنها ما هو ظني الثبوت كأحاديث الآحاد، ومنها ما هو قطعي الدلالة، ومنها ما هو ظني الدلالة.

والمعراج لم يتحدث عنه القرآن الكريم صراحة، وإنما أشار إليه القرآن الكريم في سورة النجم عمومًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}[النجم:13ـ18]، فالمكذب بالمعراج لم يكذب صريح القرآن، لذلك فسقه العلماء، مع العلم أن هناك من كفره لتكذيبه النبي (صلى الله عليه وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) (اللفظ للبخاري).

ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ من أنكر ما تشير إليه تلك الآيات الكريمة من رؤية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لجبريل عليه السلام) ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، وكون تلك السدرة بجوار الجنة؛ فقد كفر لتكذيبه صريح القرآن الكريم.

والله أعلى وأعلم، وهو المستعان وعليه التكلان

كتبه الشيخ الدكتور

مسعد أحمد سعد الشايب

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=4818768448230223&id=100002913451127

حكم منكر معجزة الإسراء والمعراج
حكم منكر معجزة الإسراء والمعراج

 

 

السابق
فاطمة السيد مبدعة ورائدة فن التابستري
التالي
وجوه الربط بين الإسراء والمعراج والصلاة

تعليقان

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : وجوه الربط بين الإسراء والمعراج والصلاة ،،،،،: ،،،،Zahuaa زهوة

  2. التنبيهات : جرس انذار،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،:،،،،،،،، Zahuaa زهوة 🌀🔔🌀🛎️📣🔔

اترك تعليقاً