نسمات الخير
ونحن في أحب الشهور إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد عمت الشوارع والبيوت الفرح والسرور ننظر إلي أنفسنا نظرة محاسبة النفس ، ومحاولة تطهيرها من أي ذنب بقصد أو بغير قصد ، فقد رزقنا بنعمه هذا الشهر الكريم لمحاربة الأنفس السيئه بالعبادة والطاعة وفعل الخير والإحسان للفقير والمسكين، فهو شهر يتضاعف فيه الأجر ويرسل إلي قلوبنا جميع أنواع السكينه والطمانينه وسلامة النفس ، شهر رمضان هو شهر الرحمه والمغفر ، يقيد وتسلسل فيها الشياطين التي تعد العامل الرئيسي والأساسي إلى فعل المعاصي والموبقات ولا يتبقى غير نفس الإنسان التي يتركها الله لنا ليختبرنا بها ، هل سنستطيع التغلب عليها وكيفية تطويعها ومحاربة السيئ منها وإلزامها الصبر والطاعة وفعل الخير حتى نستطيع ترويضها لتصبح النفس العابدة التقية النافعة لصاحبها ، ففي هذا الشهر تتطهر فيها النفوس، وتسمو على الشهوات، و تسكن وتهدأ فيها الجوارح ، وتنمو فيها الروح الإيمانية
ومن أكثر الصفات التي تميز هذا الشهر العظيم أيضا هو جبر الخواطر ، حيث تكثر فيها التوبه وفعل الخيرات وكثره الدعاء وصله الأرحام ويشعر الصائمون بالمحتاجين فتكثر الصدقات وتملأ الأجواء تبادل الكلمات الطيبه بين الناس وتكثر روح المحبه والموده والألفه في كل مكان ،ويغلق الله أبواب النار وتفتح أبواب الجنه لكل تائب عابد صائم ، فقد أكرم الله عباده وميز الشهر الكريم بوجود ليله القدر،ليلة القدر هي ليلة مميزة تتكرر كل عام هجري في شهر رمضان المبارك، فهي أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، جاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد، لذلك فهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلمين، فالقرآن نزل في هذه الليلة، ولليلة القدر فضلٌ عظيم، ففي تلك الليلةِ يقدر اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ، ويكتب فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السنةِ المقبلةِ، تكتب في ليلةِ القَدرِ هذه ، وتكون ليله فرديه لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالي،وفضلها في الطاعات خير من ألف شهر ، فيكثر في هذه الليله الدعاء والصلاه وقراءه القرأن وعمل الخيرات حتي يبلغنا الله هذه الليله العظيمه ، رزقنا الله جميعا هذه الليله بإذن الله ،فمع إنتشار نسمات الخير للشهر الكريم التي تملئ الكون بأكمله نأمل أن يحاسب الإنسان نفسه بالتوبه والعزم علي عدم الرجوع إلي المعاصي والنميمه والكذب والنفاق وأن يطهر قلبه من الحقد والضغينه لأخيه الإنسان حتي يعم السلام الداخلي للنفس ويقاوم نفسه التي تجعله ضعيفا وشيطانه المسيطره علي أفعاله وأقواله فيقاوم ويحارب حتي نصبح جميعا أفراد صالحين طأئعين لله عز وجل
بقلم الباحثة الإعلامية
نانسي نبيل فوده