التغير المناخي
كتب..اشرف جمعه
سؤال قد نسأله لأنفسنا من وقت الى اخر
من المسؤل المباشر والأساسي عن التغير المناخي حتى يتحمل مسؤليته وبعد إطلاع المدّعين على وضع الخطر المناخي، ظل المُدّعى عليهم يتصرفون عمدًا بدون مبالاة بالخطر المعروف الذي ساعدوا في ظهوره وتعزيزه.
كما يجب على الدول أن تتخذ كل الخطوات الضرورية لمساعدة كلّ من هو في نطاق ولايتها القضائية على أن يتكيّف مع آثار التغير المناخي المتوقَّعَة والتي لا مَناص منها، وبالتالي أن تقلل إلى أدنى الحدود تأثير التغير المناخي على حقوق الإنسان الخاصة به. وهذا صحيحٌ بصرف النظر عما إذا كانت الدولة مسؤولة عن تلك الآثار، لأن على الدول التزامٌ بحماية الناس من الأضرار التي تسبّبها أطراف ثالثة.
ويجب على الدول أن تتخذ خطوات لمواجهة التغير المناخي بأسرع ما يمكن، وبأقصى قدرٍ ممكنٍ من الإنسانية. ويجب على الدول، عبر جهودها لمجابهة تغير المناخ، ألا تلجأ إلى إجراءاتٍ تنتهك حقوق الإنسان على نحوٍ مباشرٍ أو غير مباشر. فمثلاً، يجب عدم إقامة المحميّات الطبيعية أو مشاريع الطاقة المتجددة على أراضي الشعوب الأصلية من دون استشارتها والحصول على موافقتها.
وفي التدابير كافة، ينبغي للدول احترامُ الحق في الحصول على المعلومات والمشاركة لكل الأشخاص المتضررين، إضافة إلى احترام حقهم في الوصول إلى سبل ردّ المظالم المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وتقع على عاتق الشركات التجارية كذلك مسؤولية احترام حقوق الإنسان. وللوفاء بهذه المسؤولية، يجب على الشركات أن تقيّم الآثار المحتملة لأنشطتها على حقوق الإنسان، وأن تتخذ إجراءاتٍ لمنع وقوع التأثيرات السلبية. ويجب عليها أن تعلن هذه الاستنتاجات وأي إجراءاتٍ وقائية. ويجب على الشركات كذلك اتخاذ تدابير لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي تتسبب بها أو التي تسهم فيها، سواءٌ بنفسها أو بالتعاون مع غيرها من الجهات الفاعلة. وتشمل هذه المسؤوليات الأضرار التي تلحق بحقوق الإنسان نتيجة التغير المناخي.
كما يجب علي الشركات، وخاصة شركات الوقود الأحفوري، أن تتخذ فورًا تدابير لتقلل إلى أدنى الحدود الانبعاثاتِ الغازيةَ المسببة للاحتباس الحراري- بما في ذلك عن طريق تحويل اهتمامها التجاري نحو الطاقة المتجددة – وأن توفر للعلن المعلومات المتعلقة بكمية الانبعاثات الغازية المسؤولة عن إطلاقها وعما تبذله من مجهودات لتخفيف شدتها. ويجب أن تشمل هذه الجهود الشركاتِ المتفرعةَ عنها، والشركاتِ التي تتبعها، والكياناتِ الموجودةَ في سلسلة التزويد والتوريد كلها.
لقد عُهِدَ عن شركات الوقود الاحفوري تاريخياً أنها من بين الشركات الأكثر مسؤوليةً عن التغير المناخي – وهذا مستمرٌّ إلى يومنا هذا. وتظهر البحوث أن 100 لا غير من الشركات التي تنتج الوقود الأحفوري مسؤولةٌ عن 71% من الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري في العالم منذ عام 1988.
وهنالك أدلةٌ متزايدةٌ تشير إلى أن شركات الوقود الأحفوري الرئيسية تعرف منذ عقود الآثارَ المؤذية لحرق الوقود الأحفوري، وأنها سعت لطمس تلك المعلومات ووضعِ العراقيل في طريق الجهود الرامية لمواجهة التغير المناخي.
لماذا نحتاج إلى وقف تغير المناخ ؟
لأننا جميعا نستحق الحماية المتساوية
ان التصديَ للتغير المناخي يمنحنا الفرصة لنُوليَ الأولوية لرفاهية الناس بضمان الحق في بيئةٍ صحية. وهذا سيتيح لنا فرصةً لتعزيز حقوق الإنسان، بأن نقوم، على سبيل المثال؛ بتمكين المزيد من الناس من الحصول على موارد طاقة أنظف وأرخص، وإتاحة فرص عمل في قطاعات جديدة.
لقد ولدنا جميعًا متمتعين بحقوق الإنسان الأساسية، لكن تلك الحقوق يتهدّدها خطرٌ داهمٌ من التغير المناخي. وبينما يهدد تغير المناخ كل حياتنا بشكل أو بآخر، فإن الذين يتعرضون للتمييز مُرَجّحٌ أن يكونوا من بين الأكثر تضررًا. إننا جميعًا نستحق على قدرٍ متساوٍ الحماية من هذا التهديد العالمي.
لأنه لا يوجد شيء لنخسره من أخذ زمام المبادرة، وأمامنا كل شيء لنكسبه.
لأن لدينا المعرفة، والقوة، والقدرة لوقف التغير المناخي.
إن كثيرين من الناس يعكفون حاليًّا على إيجاد حلول خلاّقة وملهمة ومبتكرة لمواجهة تغّير المناخ. فمن المواطنين مرورًا عبر الشركات وصولاً إلى المدن، هناك أشخاص في كافة أصقاع العالم يعملون بجد على السياسات والحملات والحلول الكفيلة بحماية الناس والأرض.
وطيلة قرون طورت الشعوبُ الأصلية ومجتمعاتُ الأقليات أساليبَ مستدامةً للتعايش مع البيئات التي يعتبرونها أوطانهم. وبوسعنا أن نتعلم منهم، وأن نستفيد، بموافقتهم، من معارفهم لكي ننفخ في جهودنا نحن النشاطَ بغية العثور على طريقةٍ مختلفة للتفاعل مع كوكبنا.