رقص التنورة بين الفن والروحانية
رقص التنورة فن راقي تميزت به بعض البلدان ، انتشر وتألق هذا الفن مؤخرًا في مصر بطريقة جميلة جعلته قاسم مشترك لكل مناسباتنا الجميلة من حفلات أفراح لحفلات دينية لافتتاح معارض لعروض سياحية لسهرات ذكر وروحانية .
شاهدت في احد العروض الفنان الجميل عبد الله محمد ، كتبت له وكان معه هذا الحوار الشيق عن فن الرقص بالتنورة .
قلت له – في البداية احب حضرتك تعرفنا بنفسك وازاي اتعلمت الفن دا ؟
قال – اسمي عبد الله محمد حنفي ، مهندس زراعي ، عمري ٢٨ سنة
في البداية اتجهت لفرقه الجيزه القوميه للفنون الشعبيه تابعا لوزاره الشباب والرياضه
وتعلمت الرقص الشعبي وشاركت في مسابقات عديدة للفنون الشعبية ومن ضمن برنامج الفنون الشعبية فكنت اتابع التنورة و الفن الصوفي بالحسين و الغورية ومن هنا بدأت رحلتي للتنورة وانجذاب الروح للفن الصوفي.
سألته – هل المجال دا موجود في العائلة عندك ؟ يعني فن متوارث ولا انت اتعلمته ؟
قال – لم يكن احد من عائلتي في هذا المجال ولم يشاركني احد وانما كانت البداية طاقة شبابية مع اصدقائي حتى عرفت ان الفن دا هيبقى هو بداية الطريق و بدأت الرحلة بأني اشاهد العروض كثيرا وبدات التمرين علي الدوران بمفردي ولم يكن هناك مدرسة او مدرب خاص بهذا الفن التراثي الصوفي وحتى اصبحت الان بمفردي في المشوار تعلمت بالمشاهدة و المحاولة والتطبيق المستمر.
سألته – ممكن توضح لنا في معلومات بسيطه تاريخ رقصه التنوره نشأت فين والهدف منها ايه ومعنى حركاتها ببساطه ؟
قال – تاريخ التنورة قديم بدأ في ليالي الذكر والمديح وكان يلقب بليالي الدروشه مع الوقت تطورت من الطرق الصوفيه مع انتشار حلقات الذكر زمان وتطورت الي الرقصات الاستعراضية الآن .
قلت له – فيه حركات كتير في رقصات المولوية او الدراويش ليها معني ديني وتوحيدي كبير ومعروف ،
فهل الرقص الاستعراضي بالتنوره فيه نفس المعني او لا
وايه هي المعاني التوحيدية دي ببساطه؟
قال – المولوية تختلف كثيرا عن التنورة لانها ليست فن تراثي وانما هي طريقه صوفيه أنشأت على يد مولانا جلال الدين الرومي من خلال التأمل والتجلي مع الله
وتعرف بأنها رحلة إلهيه كونيه – يصفو العبد مع الله ويسبح في الملكوت تعبيرا عن سباحة الكواكب في الكون.
و حركات المولوية حركات روحانية غير مدرجة فعليا بمنهج ولكن تعبر عن الذكر و المديح والتسبيح وقت الرحلة ومنها: بداية الرحلة – التجلي – الاستغفار – التوبة – الدعاء .
قلت له – هل الشخص العادي فاهم معاني الرقصات دي ولا بيبص لها من باب انها استعراض فني جميل ؟
قال – مش كل الناس فاهمة معنى رقصات المولوية و الاشخاص العاديين لو اول مرة هيشاهدوا رقص صوفي او استعراض المولوية لن يتوصلوا لفهم معاني الحركات ، وانما لغة الروح والتجلي والتأمل في تلك اللحظات تسيطر على الجميع وتسافر الروح مع معشوقها في جو روحاني جميل .
قلت له – شفت في فيديوهات حضرتك تطورات كتيرة على اللبس الاستعراضي من اضاءة ونيران وغيره ، فهل الحاجات دي من اختراع حضرتك وتطويرك ولا كل راقصي التنورة بيستخدموها ويقدوروا يعملوها ؟
قال – التنورة بدأت تخرج من نطاق التراث والفن المسرحي او الصوفي وانطلقت انها تكون من برامج السياحة والزفاف بالشكل الاستعراضي وتنوع ألوانها واضافة اضاءات والان استعراض التنورة بالنار وهو ايضا احد استعراضات التنورة مؤخرا… وقد طورت من نفسي في الاستعراض واضفت لها حاجات كتير وبدات الانتشار بالتميز بها واصبحت ايقونه متطورة في استعراض التنورة.
قلت له – ايه اقرب الدول اللي رقص التنوره عندها مقارب للرقص المصري سواء في الملابس او الحركات ، وهل رقصاتك فعلاً بتشرح للناس الفلكلور المصري ؟
قال – رقص التنورة المصري خاص بمصر بس لان فيه استعراض مختلف مش بيمشي غير على اغانينا و تيماتنا الموسيقية. وفيه تنورة في بعض الدول زي المداحين في سوريا والمولوية في تركيا ومش زينا في الملابس او الحركات و لكن مش زي رقص التنورة المصري .
وفعلًا اول ما حد بيشوف راقص تنورة بيعرف انه مصري حتى من قبل ما يتكلم معاه ودا اكبر تعبير عن الفلكلور بتاعنا .
قلت له – اللبس بتاع حضرتك بتجيبه منين وبيتكلف كتير ولا ايه، وهل كل استعراض مختلف لازم اثنين لبس خاص ولا كل فكرة الملابس واحده وبتغير فيها حسب نوع الاستعراض ؟
قال – بنشتري لبس التنورة من خلال أحد المنفذين لها يقوم بتصميمها و تنفيذها وفعلاً هو مكلف جداً وبياخد وقت كبير في التنفيذ واما باقي الملابس بقوم انا ايضًا بتصميمها بالاشكال والالوان وأقوم بتنفذيها او أطلب تنفيذها من احد المتخصصين وكل استعراض بنغير في شكل التصميم بتاعه باللي يليق بيه وكدا ، ولكن فكرة اللبس واحدة وهي التنورة الدائرية لكن بيختلف نوعها ومكملات الاستعراض اللي معاها من دفوف واضاءة .
قلت له – انا شايفه ان رقص التنوره بقى مطلوب في أماكن كتير عن الأول في افراح وفنادق وأماكن سياحيه ، وان فعلاً الفن دا يقدر يكون ترويج سياحي لمصر ، هل الأجانب بيحبوا التنوره زي المصريين والعرب ؟
قال – التنورة المصرية هي احد أنواع تراث الفن المصري الاصيل الشعبي ، ومحبوب جداً في كل المناسبات الجميلة وكمان دلوقتي بقى مطلوب في الأماكن السياحية في السهرات والاحتفالات سواء في المطاعم او الفنادق او البواخر النيلية وتقريبًا كل الأماكن السياحية وفعلاً بقت تستخدم حاليًا في ترويج السياحة ولا يوجد دولة في العالم كله تصنع او تمارس التنورة المصرية زينا فقط رقص التنورة بطريقتنا موجود في مصر بس وبقينا نملك فن تراثي يساعد علي ترويج السياحة في كل مكان في العالم والأجانب بينبهروا بالرقص دا و بيحبوا يرقصوا معانا ويحاولوا لبس التنورة ويلفوا ويرقصوا بيها ويتصوروا بيها .
قلت له – الرقصات دي مرتبطه بسن محدد زي الشباب ولا فيه راقصين تنوره ممكن يكملوا في الفن دا وهم كبار ؟
قال – فيه اقبال فعلا شديد على نوع الفن الصوفي والشباب الصغير كمان بقى بيحضر حفلات كتير صوفيه لكن هي محبوبة من فئة الشباب.
التنورة واستعراض الدوران فيه اجهاد بدني كبير ولكن مع التمرين والممارسة المستمرة والحب بيكون راحة معنوية اكتر بكتير وبتصحبها تجلي روحاني بعد الرحلة بطلع بانبساط ذهني وروحاني كبير جد يلغي أي تعب على أساس انها مجهود حركي كبير ، واستعراضات التنورة أصبحت من الثقافات الموجودة بالفعل لدى العقول الجديدة.
قلت له -انا شفت في استعراض سابق بنات بترقص بالتنوره فهل لو عندك بنوته هتعلمها
وهل تعليم الاستعراض دا للبنات اصعب من الأولاد ؟
قال – البنات بدأت تشارك كمان في الاستعراض التنورة بس لسه بشكل قليل وده دافع لاثبات انها حالة روحانيه ملهاش علاقه بالطرفين .
قلت له – في نهاية حوارنا الجميل دا ، ايه اللي حضرتك بتحلم بيه ونفسك يتحقق في المجال دا ، سواء لنفسك ولا المجال دا عمومًا ؟
قال – بحلم ان الفن دا يتألق وينتشر اكثر واكثر لانه بالفعل فن جميل وراقي
في النهاية نتمنى كل التوفيق لفناننا الجميل راقص التنورة الأستاذ / عبد الله محمد
حوار / نجلاء علي حسن – القاهرة
