قصر الجزيرة
مصر جميله بشوارعها ومبانيها كل مكان فيها له حكايه مع حكايه مكان
كتبها ايمي ابو المجد
فصر عتيق يحمل عبق التاريخ ويحكي حكايات من تاريخ مصر
قصر الجزيرة كان واحدا من القصور الملكية المصرية لأسرة محمد علي، ويقع القصر في حي الزمالك في الجزيرة على نهر النيل، غرب وسط القاهرةقصر الجزيرة حاليا يعد الجزء المركزي من منشأة فندق ماريوت القاهرة، على الجزيرة شمال جسر السادس من أكتوبر.
وصلات خارجيةقصر الجزيرة، صممه كارل فون ديبتش، بتكليف الخديوي إسماعيل؛ لتسلية كبار الشخصيات الدولية الزائرة خلال افتتاح قناة السويس عام 1869م.
بيع لبول درانت باشا والقائد أوبليت عام 1889 م، وبحلول عام 1906 م صار فندق قصر الجزيرة الأنيق.
خلال الحرب العالمية الأولى، وضع تحت الخدمة باسم المستشفى الأسترالي العام رقم 2، بعد مينا هاوس لم يكن القصر قادرا على استقبال العدد الضخم من المصابين من معركة جاليبولي
شيّد الخديوي اسماعيل قصر الجزيرة ( فندق ماريوت حاليا ) ، ليستقبل فيه الضيوف البارزين الذين كان قد دعاهم إلى حضور احتفالات افتتاح قناة السويس ، لكن ربما كانت الضيفة التي حرص على ان يثير اعجابها هي الامبراطورة اوجيني التي اختارها كي تكون ضيفة شرف الاحتفال ، كما انه منحها شرف اعلان تدشين ذلك الحدث ، وفي سبيل ضمان راحة الامبراطورة ، الجميلة واثارة اعجابها ، امر الخديوي اسماعيل بتشييد ذلك القصر المنيف .
في العام 1863م امر الخديوي اسماعيل بتكليف المهندس المعماري الالماني يوليوس فرانز (الذي منح لاحقا لقب بك (بيه) ، ومن خلال التعاون مع المهندس الشهير دي كوريل ديل روسو الذي كان قد صمم قصر عابدين ، قام يوليوس فرانز بتصميم وتشييد قصر الجزيرة الذي يبلغ طوله 174 مترا ، واستغرقت عملية تشييد القصر 5 سنوات حيث تم الانتهاء من تشييده في العام 1868م .
كما امر الخديوي بان يتم تزيينه بعناية على غرار طراز زينة مقر اقامة اوجيني في قصر تويوري ، مع اضفاء طابع اسلامي على النمط المعماري من خلال استخدام تصاميم مصنوعة من الرخام ، بالاضافة إلى نوافذ وشرفات مصنوعة بأسلوب المشربية .
وبعد ذلك قام مهندس المناظر الطبيعية الفرنسي بارييه ديشامب بتحويل الجزيرة برمتها إلى متنزه مترامي الاطراف يشتمل في داخله على قصر الجزيرة ، بالاضافة إلى كشك محمد علي ، مشيرا إلى ان جميع الاقواس المعمارية المستخدمة في بناء قصر الجزيرة مصنوعة من الحديد الزهر ، وتم تصنيعها آنذاك في المانيا ثم قام مهندسون المان بتجميعها وتركيبها في موقع البناء ،
اما الديكورات والحلي الداخلية للقصر فقد امر الخديوي اسماعيل باستيرادها من باريس ، وقد قام مهندس التصاميم الداخلية الألماني الشهير ( كارل ويلهلم فون ديبيتش ) في ورشته ببرلين بتصميم وتجميع الزخارف الداخلية الخاصة بالقصر ، وهي الزخارف التي حرص من خلالها على ان يراعى التناغم والانسجام بين كل العناصر الداخلية بما في ذلك الاثاثات والستائر والسجاد وحتى النقوش على الجدران .
وبعد ان انتهى ويبتش من اعداد تلك الزخارف والاثاثات ، قام بشحنها في حاويات عملاقة على متن قطار نقلها اولا من برلين إلى مدينة تريستي ثم تم شحنها من هناك على متن سفينة إلى مدينة الاسكندرية حيث تم نقلها إلى القاهرة بالقطار .
وصلت التكلفه الي 750 ألف جنيه ، ووفقا لما قاله علي مبارك الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الاشغال العامة في مصر في عهد الخديوي اسماعيل ، فإن تكاليف تشييد القصر بلغت اكثر من 750 الف جنيه مصري ، وكان ذلك المبلغ ضخما جدا بمعايير ذلك الزمان .
لكن تلك التكلفة لم تشمل تكاليف مهمة هندسة المناظر الطبيعية المحيطة بالقصر ، وهي المهمة التي كانت ضخمة جدا بحد ذاتها اذ انها استدعت تدعيم وتقوية ضفة نهر النيل المقابلة للقصر ، بالاضافة إلى حماية المناطق المحيطة بالقصر من مخاطر حدوث الفيضانات ، كما قام بتمهيد الطريق المؤدي إلى الأهرامات ، وشيد عدة جسور ، من ضمنها جسر قصر النيل ، وجسر أبو العلا ، لتمكين الوفود المشاركة في احتفال افتتاح قناة السويس من التحرك إلى الأهرامات من قصر الجزيرة .
ويعد القصر البناء الوحيد المشيد في جزيرة الزمالك في ذلك الوقت ، وكانت حديقة القصر تضم أندر النباتات والأشجار ، إضافة إلى ذلك ، فقد احتوت على حديقة حيوانات متميزة لتسلية الضيوف والمدعوين ، التي بدورها أصبحت النواة الأولى لحديقة الحيوان بالجيزة .
ولدى الانتهاء من تشييد القصر قال فرانز بك ان قصر الجزيرة هو بحق اجمل بناية من نوعها ذات طراز عربي حديث ، عندما عهد إلى الموسيقار العالمي فيردي بتأليف موسيقى ، بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس ، حيث أنجز فيردي تأليف موسيقى « أوبرا عايدة » خصيصا لهذه المناسبة ، وقد عزفت الموسيقى لأول مرة في حديقة قصر الجزيرة .
ويضم القصر ، الذي شهد ويشهد احتفالات اجتماعية مذهلة ، لوحات وتماثيل باهظة الثمن ، أنجزها أشهر النحاتين والرسامين الأوروبيين ، واستوحى القصر رسومه من الطراز الشرقي ومن الفن الإسلامي ، وتتناغم التصاميم الداخلية بين أقمشة وأثاث ومشغولات من مدارس فرنسية وألمانية وإيطالية .
ومن أبرز موجودات القصر ، التي أعيد ترميم بعضها ، نافورة من المعدن المشغول ، وسلم من الرخام ، وست ساعات جدارية قديمة ، ولوحات متنوعة ، منها رسم للإمبراطورة أوجيني ، وطاولة من الرخام تعود لعهد الملك لويس الرابع عشر .
كما أسس الخديوي إسماعيل حجرتين للنوم للإمبراطورة أوجينى الأولى ذات طابع فرنسي مثيلة تماماً لحجرتها في قصر التولير بفرنسا وأخرى إسلامية الطابع ( أرابيسك ) ، وكتب عليها أبيات من الشعر ترحيباً بقدومها .
كذلك بهو القصر الفخم و الذي يحتوى علي لوحتين معاصرتين إحداهما هى لوحة العشاء الإسطوري الذي حضره الصفوه وكانت من بينهم الامبراطورة أوجينى أميرة الموضه فى ذلك العصر ، كما به لوحة أخرى للاحتفاليه المقامة في الإسماعيلية لافتتاح قناة السويس .
ولإظهار ثروات مصر الزراعية فقد خصص صالون ملكي وقد كانت جميع نقوشاته تصور محاصيل مصر الزراعية في ذلك الوقت ، بالإضافة إلى التماثيل الرخامية النادرة التي تتزين بها حدي