القهوة وما فيها الحلقة الثانيه عشر
حلقات مسلسلة لعشاق الجمال الاسمر الملقب بالقهوة
بقلم / مها بدوي
صباح السعادة … صباح الهنا … صباح الجمال والروقان … صباحكوا هادي ونادي بإذن الله…. صباحكوا قهوة مضبوطه تعدل المزاااج…
طول عمرنا بنحترم القهوة وبنقدرها … وده لانه من قديم الأزل … ارتبطت القهوة بكل ما هو وقور ومحترم … بالإضافة إلى انها كانت عنوان للإبداع والابتكار …. طول عمرنا نعرف ان ميعاد شرب القهوة هو ميعاد إعادة برمجة الطاقة الايجابية للانسان .. هو ده الوقت اللي يقعد فيه مع نفسه يسرح في ملكوت الله ويهدي نفسه ويبدأ يزرع الجمال داخل روحه … كلنا عارفين ان إبداعات الكتاب والمفكرين ارتبطت دايما بفنجان قهوة يمسكه في ايده الشمال ويشفط منه شفطه … وتبدأ ايده اليمين في الكتابه على كومة الورق الموجودة قدامه …. من هنا يا سادة ارتبطت القهوة في خيالنا بكل ما هو جميل … واصبحت أجواء وطقوس شرب القهوة لوحدها مصدر للسعادة وانشراح النفس قبل حتى ما نستطعم القهوة وجمالها … زاد من احساس النفس بالسعادة طعم القهوة المتميز لكل ست بيت بسبب خلطتها وتحويجتها الخاصة للبن بتاعها وابداعها في إظهار جمال فنجان القهوة بتاعها بالاضافات اللي بتحطها سواء شكل الفنجان او شكل كوباية المايه الساقعة المشبرة جنب الفنجان والصينيه النحاس اللي بتبرق وبتنافس في لونها لون الذهب… ومع مرور الايام بدأت القهوة تبقى مشروب للشباب العصري المنطلق الباحث عن كل ما هو جديد … وبدأت تظهر أنواع من القهوة تناسب أذواق الشباب المختلفة ..
مرت الايام … وكبر الاولاد والبنات … ومازالت علاقة الصداقة بين أسرة فؤاد افندي وكمال افندي مستمرة .. وخصوصا ان الاسرتين قربوا من بعض خالص لما زادت علاقة الست ازهار بالست منى واتنقل فؤاد افندي للسكن في شقة كبيرة في جاردن سيتي جنب بيت صديقه كمال … ومن هنا كترت الزيارات العائلية وبدأت الست ازهار تحضر كل ايام الزيارات اللي بتعملها منى في بيتها واصبحت زيارة منى لبيت ازهار علشان تشرب معاها فنجان القهوة من اكتر الأوقات السعيدة لازهار ومنى واولادهم
سهير بنت فؤاد وحسين ابن كمال … دخلوا الجامعه كلية الحقوق … وزادت علاقة الصداقة بينهم بحكم انهم في نفس الكلية وكانوا بيخرجوا مع اصحابهم ويروحوا نادي الصيد علشان يقضوا وقت مع بعض ويشربوا فنجان قهوة باردة من عند محل توماس اللي موجود في الزمالك ….وفي يوم من الايام اتفق حسين وسهير انهم ياخدوا الست منى والست ازهار لزيارة محل توماس علشان يقنعوهم ان في حاجه جديدة ابتدت تتعمل في المحلات من القهوة غير القهوة التقليدية اللي هما متعودين عليها
وصلت الست ازهار والست منى وهما في قمة الشياكة بعد ما ركبوا اوتوموبيل بتاع الست منى ونزلهم في أول شارع ٢٦ يوليو …. محل كبير لونه ابيض وعليه باب خشب كبير …. وواضح ان المحل معروف في المنطقة وخصوصا ان في ناس كتير قاعدين جوا ومنهم شباب كتير … ومع فتحة الباب سمعة ازهار ومنى صوت جرس كده خفيف لفت نظر صاحب المحل ان في حد دخل …. مشي بسرعة نحيتهم واختارلهم تربيزة قريبه من الفاترينه وتطل على الجنينه الصغيرة اللي قدام المحل … كان الجو جوا المحل دافي وموسيقى خفيفة من اغنية ام كلثوم شغاله … وريحة المحل اكل ريحته حلوة … على ريحة قهوة قوية معبقة المكان … قعدت ازهار ومنى ومعاهم كمال وسهير وبدأت منى وازهار يبصوا لبعض وهما مستغربين الجو ده … ميلت ازهار على منى وقالت لها بصوت واطي … هو ياختي اللي قاعد هناك ده ولد ولابنت … ردت منى وهي بتضحك والله يا ازهار ما انا عارفة … لاهو باين ست ولا راجل … خلاص الواحد بقى بيتلخبط … ضحكوا الاتنين ضحكه خبيثة كده دليل انهم مش عاجبهم الوضع … رد حسين وقال يا ماما دي الموضة … شعر طويل وبنطلون شارلستون… المهم احنا جايين نجرب صنف القهوة الجديد … قرب منهم الجرسون … بص له حسين وقاله أربعة ايس كوفي من فضلك …. رد الجرسون وقال تحت امرك يا افندم … مافيش دقيقة … جه الجرسون معاه اربع كوبايات طويلة فيهم سائل بني عليه رغوة بيضة مايلة للبني ومحطوط معاه مكسرات مطحونة ومعاهم معلقة … ميلت ازهار على منى وهي بتضحك ضحكتها الخبيثة .. وهي القهوة دي هتتشرب ولا تتاكل …. ضحكت منى ضحكه جامدة على كلام ازهار .. دليل انهم مش عاجبهم الوضع … قربت ازهار المعلقة واخدت شوية من المكسرات والرغوة البني وداقتها … وظهرت على وشها علامات الرضا .. وقالت الله دي طعمها حلو قوي … وكمان ريحتها … داقتها منى وقالت ايه ده دي طعمها فستق على بندق وحبهان … طعم جديد خالص … وبدأت منى وازهار يشربوا القهوة وهما مبسوطين وبيحاولوا يندمجوا مع أولادهم ويجاروهم في الكلام … قامت ازهار ومنى ومشيوا نحيت الباب وقالت ازهار وهي بتضحك …. تعالي معايا بقى نشرب قهوتنا اللي نعرفها بدل لعب العيال ده .. وردت عليها منى بنفس الضحكة بعد ما قضوا وقت جميل سوا
من هنا يا سادة نعرف … ان تطور الايام أثر على كل حاجه حتى القهوة … ظهرت أنواع قهوة تناسب رغبات الشباب وسرعة حركتهم … بعد ما كانت تعتبر القهوة من المحرمات على الشباب … أصبح من الطبيعى ان نلاقي شباب بيتجمعوا يشربوا ايس كوفي في اي قهوة افرنجي من اللي انتشروا في شوارع القاهرة واصبحت المحلات تنافس في زيادة طعم إضافي للقهوة ونكهات عديدة تعجب الشباب والكبار في نفس الوقت … بس مازالت القهوة التركية المعمولة من ايد ست البيت بريحتها المعروفة اللي تعدل الدماغ حتى قبل ما ندوقها … هي المتربعة على عرش المزاج العالي
طولت عليكم بس الصراحة القعدة معاكم بترجع للنفس ذكريات جميلة بتحب تعيشها دايما … فوتكوا بعافيه