عام

السلام مع النفس والكون

السلام مع النفس والكون

السلام مع النفس والكون

أولا: العناصر:

1. تعريف السلام، وبيان ماهيته، ومكانته، ودوائر تحقيقه.

2. السلام مع النفس، تحقيقه، ومظاهره.

 

=================================

ثانيا: الموضوع: 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وأتباعه وأحبابه، وجميع إخوانه، وبعد:

(1) ((تعريف السلام، وبيان ماهيته، ومكانته، ودوائر تحقيقه)) 

أيها الأحبة الكرام فمما تميزت به شريعتنا الإسلامية الغراء؛ أنها دعت إلي السلام النفسي، والكوني، وأرست قواعدَه ضمن جملة من التشريعات والأحكام لا يعرف لها مثيل في الرسالات السماوية السابقة.

=====

والسلام في اللغة العربية: مصدرٌ مأخوذٌ من السلامة، التي تعني الحفظ من الآفات والعيوب، والنقائص، والتخلص من المكائد والمصائب، والهموم والأحزان…الخ، فهو شاملٌ لكل معاني السلامة، والأمن والطمأنينة على النفس، والدين، والمال، والأرض، والعرض.

=====

والمراد بالسلام في شريعتنا الإسلامية الغراء: البراءة من العيوب والآفات والنقائص الظاهرة والباطنة، بمعنى أن لا يتصف الإنسان بالإيذاء والمعاداة لأحد بدون وجه حق، وكأن المسلم حينما يسلّم على أخيه الإنسان عمومًا ـ يعلمه بأنه سالم منه وأن لا خوف عليه منه.

وقيل: السلام أن يقول الإنسان قولًا سديدًا لا لغو فيه ولا شطط، ومنه، قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}[الفرقان:63].

=====

والسلام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المخلص لعباده عمومًا، ولأوليائه خصوصًا من الشدائد، والمكاره، وغيرها من الأزمات والضيق والكربات. وقيل: معناه: السالم ذاته عن العيب، وصفاته عن النّقص، وأفعاله عن الشرّ، والسالم من الهلاك والفناء، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الحشر:23].

=====

والسلام هو تحية المسلمين فيما بينهم، وهو شعارهم في الحياة، من لدن أبينا آدم (عليه السلام) إلى يومنا هذا، قال (صلى الله عليه وسلم): (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، النَّفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ)(متفق عليه).

=====

والسلام اسم من أسماء الجنة؛ لأن السّلامة الحقيقيّة لا تكون إلّا في الجنة، إذ فيها بقاءٌ بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وصحّة بلا سقم، قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:127]، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[يونس:25]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ)(رواه مسلم).

=====

والسلام هو تحية أهل الجنة، فيما بينهم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ*دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[يونس:10،9].

=====

وتحقيق السلام يبدأ من دائرة صغيرة: هي دائرة النفس، وهو ما يعرف بالسلام النفسي (التصالح مع النفس)، الذي هو الأساس في كل أنواع السلام بعد ذلك، ثم يمتد هذا السلام ويتسع ليصبح سلامًا أسريًا (أسرة متفاهمة متعاونة)، ثم يمتد ويتسع ليصبح سلامًا مجتمعيًا (مجتمعٌ يحافظ على العلاقات الصحية بين أفراده، وعائلاته، وطوائفه)، ثم يمتد ويتسع ليصبح سلامًا وطنيًا (وطنٌ يتمتع فيه الجميع بحقوقه، ويؤدي ما عليه من واجبات)، ثم يمتد هذا السلام ويتسع ليصبح سلامًا عالميًا بين جميع دول العالم، ثم يمتد ويتسع ليصبح سلامًا كونيًا (حقوق البيئة علينا)، بالحدّ من الممارسات التي تضر بالمظاهر الكونية والبيئة، كالتسبب في خرق طبقة الأوزون، التي تجلب على البشرية والكون أخطارًا عديدة كزيادة حرارة الأرض، وبالتالي ذوبان الجليد، فارتفاع مناسيب البحار والمحيطات، فغرق واختفاء العديد من الجزر والأراضي…الخ، وتعالوا بنا لننظر في تلك الدوائر، وبعض ما يحقق السلام فيها، ولنبدأ مع السلام النفسي، وتحقيقه.

===========================================

(السلام مع النفس، تحقيقه، ومظاهره)

 

السلام مع النفس يبدأ أولًا: بالبحث بكل أمانة وصدق وإخلاص عن الحقيقة المطلقة في هذا الكون، وهي الحق تبارك وتعالى في عليائه واستوائه على عرشه في أرضه وسمائه، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد:19]، ثم قبول تلك الحقيقة والاعتراف بها، والإذعان لها داخليًا في قرارة نفسك، ولذا عاب الحق تبارك وتعالى على الفرعون وشيعته بعد أن أراهم موسى (عليه السلام) الآيات الدالة على وجود الله، فقال: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}[النمل:14]، ثم إظهار تلك الحقيقة خارجيًا بإعلان التوحيد والإيمان بالله الواحد القهار، والامتثال له قولًا وفعلًا، غير مبالٍ بما يحدث لك من جراء ذلك، وهذا ما كان من السابقين إلى الإيمان في كل الرسالات السماوية، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون.

وخير مثال على ذلك ما كان من أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه السلام)، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ*وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ*فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ*فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ*فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ*إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ*وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ*وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:74ـ82].

======

وتأملوا في مظاهر السلام النفسي في تلك الآية المباركة، (أولها): عدم خوف إبراهيم (عليه السلام) من آلهتهم، فقد كانوا يخوفونه بالأصنام، ويقولون له: احذر الأصنام؛ فإنا نخاف عليك الخبل والجنون، فكان يردّ عليهم قائلًا: {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}.

(ثانيها): إلزامهم الحجة وإفحامهم بإلزامهم ما يريدون إلزامه به، فقال لهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا}، وكأنه يقول لهم: أنتم أحق بالخوف مني حيث أشركتم بالله (عزّ وجلّ)، ما لم ينزل به عليكم حجة وسلطانا، من عبادة الأصنام والأوثان التي لا تنفع ولا تضر.

(ثالثها): شعوره (عليه السلام) بالأمن والطمأنينة، حيث قال لهم: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، أي: الموحدون العابدون لله أحق بالأمن أم أنتم أيها المشركون، وبعض المفسرين يقول: إن قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} من ردّ الحق تبارك وتعالى وتقريره على تساؤل إبراهيم (عليه السلام).

إن شعور الفرد بالأمن، والطمأنينة، والهدوء النفسي حتى في أشد الظروف، وأحلك الأزمات: هو أعظم صور ومظاهر السلام النفسي، هذا السلام النابع من الإيمان بالله (عزّ وجلّ)، وقد قرر القرآن الكريم ذلك، فقال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا*إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا*إِلَّا الْمُصَلِّينَ}[المعارج:19ـ22]، (إِلَّا الْمُصَلِّينَ): إلا المؤمنين، عبر عن الإيمان بالصلاة، كما عبر عن الصلاة بالإيمان، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[البقرة:143]، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:28]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الفتح:4].

إن في انعدام الإيمان بالله (عزّ وجلّ) انعدامٌ وغياب للسلام النفسي، ولذا كثرت في المجتمعات الملحدة (التي لا تدين بدين، ولا تؤمن بوجود إله)، والأفراد الملحدين الأمراض النفسية الفتاكة كالاكتئاب والانطواء والانتحار… الخ.

=====

ومن أعظم صور ومظاهر السلام النفسي، الثقة في موعود الله (عزّ وجلّ)، واليقين فيه، والاعتماد والتوكل عليه وحده، انظروا إلى السيدة هاجر المصرية، وقد تركها إبراهيم (عليه السلام) ورضيعها إسماعيل (عليه السلام) في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء (وهذا أدعى للخوف والاضطراب النفسي)، فتناديه قائلة: (يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟). تقول له ذلك مرارًا، وهو لا يلتفت إليها، فتقول له ثانية: (آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟). فيقول: (نَعَمْ). فتردُّ بكل ثقة ويقين في الله واعتماد وتوكل عليه ينبئ عن سلام نفسي: (إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا)(رواه البخاري).

=====

ومن أعظم صور ومظاهر السلام النفسي، الطهارة المعنوية، وإراحة النفس من نيران الحقد، والحسد، والضغينة، والكراهية، والبغضاء، وغيرها من الأمراض القلبية، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) محذرًا من الأمراض القلبية: (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)(رواه الترمذي)، وصدق الخليفة ليوم واحد حينما قال:

اصبِرْ على مضض الحسود…….فإن صبرَك قاتلُـهْ

فالنارُ تأكلُ نفسَها…….إن لم تجدْ ما تأكلُهْ

=====

فالسلام النفسي (التصالح مع النفس) حالةٌ من ارتياح الضمير، واستقرار النفس واطمئنانها، وعدم المبالاة بما يحدث لها بعد الوصول إلى الحقيقة المطلقة، وهي الإيمان بالله (عزّ وجلّ)، والامتثال له قولًا وفعلًا (القيام بحق الله علينا).

هذا السلام النفسي كما ذكرت آنفًا هو الأساس لكل أنواع السلام بعد ذلك، فاستقرار الفرد، واطمئنان نفسه، وارتياح ضميره…الخ يعود بالنتيجة الحسنة في تعامله مع مجتمعه ككل مع (أهله، زوجه، جيرانه، زملائه، رئيسه، مرؤوسيه…الخ)، وهذا ما يعرف بالسلام الكوني.

كتبها الشيخ الدكتور/ مسعد أحمد سعد الشايب

#خطب_ابن_الشايب

السلام مع النفس والكون
السلام مع النفس والكون
السابق
ميدان العتبة
التالي
صدور روایة جديدة وكتاب جديد للكاتب (محمد جمال المغربي) 

اترك تعليقاً