عدالة الحياة سر في الحياة افتقاراً بلا نظام ولا أحكام، تقودنا أيادٍ رغبة في الإجرام… كيف تبدو لك بلا انتظام ولا اهتمام، أشبه بحبل مدلى يوشك لحظة بالانعدام… اقتل، اسرق، أسرِف، وأمعن في الإجرام؛ حينها في المقابل تنتظر من المجني عليه الانتقام… عشوائية الإنسان ليست كالحيوان لا تستقيم إلا في ردع أعداء الحياة مخافة من الانقراض، وقتها انعدمت ديمومة الحياة.. تبًا لتلك الأيادي التي سلبت أنفاسًا واعتدت على أملاكٍ طمعًا في تصفيت الحساب وجهلاً باسم الانتقام .
لا ثأرَ ولا اعتبارات ردت لأهالي الضحايا الأبرياء الشرفاء، طرقت باب منازلهم بلا سابق استئذان… طمست طموحات أوقفت مستقبلا ينتظر تلكم الأشقاء… قطعت طريق مواصلتهم حوادث سير ركب الحياة… أبكت عيونا وأغلقت بيوتا وأصبحت ذكرى ماثلة للعيان….
كانت هناك طفلة تستعد لحفلة عيد الميلاد تزينت بألوان زاهية، أطفئت شمعتها إلى الأبد قبل ألا تُطفأ من الأهل والخلان… فجأة، تحولت إلى مأتم خيم على المكان ….!! عائلتها ارتدت لباساً أسود معلنة الحداد والحزن على ما أصاب فلذات الأكباد…. أيادٍ لوثت وشوهت لوحة الحياة، فأصبحت معكرة بالصخب المحزن بدون أسباب …!!!
لم تسلم حتى الطبيعة من عبث الأيادي، ابتكرت أعتى الآلات لتمزيقها وتركتها بقاعا لا تطاق … يا بني البشر، قد شوهتم وعبثتم بتدخلات غير مشروعة، طبيعة رسمت أتقنت من لدن البارئ الخلاق …
أيها الأشرار.. الحياة الجميلة وهي رأس مال كل إنسان يسعى إلى تحقيقها بكل طمأنينة وانسياب …!! اجعلوا من الحياة عنواناً ومعنى للنعيم الأبدي لا لصناعة العبث والخراب…!! أوهبوا الطبيعة الصافية إرثاً ينتقل جيلاً بعد جيل؛ كي يتنفس الهواء النقي وحلو طعم المذاق لا مرا لا يطاق …!!! أيتها الإنسانية المحبة للحياة، أعيدوا إنبات ضمائركم، وتدبروا فيمن وهب البسيطة لأجلكم، لا لسن فأس الدمار ..!!!
كتب محسن الحاتمى / عدالة الحياة