خيبة
كنت اتمنى دخول جهنم على ان اسامحهم …
أن تتلذذ الشياطين بتعذيبي و ان يشويني الله فوق مسامير و مقابض ادوات منزلية مرمية … على ان أكون متسامحة …
انانية … أنا
لا ارضى لنفسي الخذلان و لا كلمة تهد نفسي و في نفوس الناس .. هي اعتباطية
لست جبانة و لا اتحمل المهانة .. و لكن الساكت في بلدنا وعاء فارغ يسهل رميه ..
و تنتظر ان يحتويك احدهم …
ان يجعلك دافئا ككل الاطياف التي تراها من حولك ..
ككل الاطياف التي تمشي على الرصيف.. و لكنك الوحيد الذي يزحف بحثا عن الحنان …
و مع ذلك يرمونك من جديد فأنت وعاء فارغ.. احيانا يغدقونك بفتات الشوق …
ولكن الشوق يكسرك مع الزمن … و ينثر بقايا الإنسانية منك… كما يشعرك بالوهن …
ينثرها الى أعماق السواد … بلا عودة
أما امي
..فلا تفهمني ..
و أما اخوتي وهم في البيت لا اتذكرهم …
و أما نفسي فلا تريدهم.. هي لا تريد أحد …
تزعجني نفسي حينما اتألم بلا صوت …
حينما يرمقونني و كأنني الحل … هكذا بلا حب …في صمت
فأنا وعاء فارغ يسهل رميه و حينما يستقر في أحد اركان الظلام يخرجونه الى النور …
النور يشتد فيعميني ..ادمنت السواد في وحدتي …
ٱلفت الهمسات الخفية و غياب ألوان قمّتي…
النحيب خافت في الظلام …
يرجعوني الى الظلام بين الفينة و الاخرى
يزعجونني كي أمل… و أجلس بلا أمل…
لقد بتّ اخاف النور يعميني…
أريد جهنم لنفسي على ان اسامحهم…