لحظات ثمينة
لكل منا لحظات ثمينة دفينة و ساعات جميلة تدور في خلد الكثير منا تجعلنا نشعر بالحنين إلى ذاك الزمن الجميل و نتذكر تلك الأوقات القديمة.
نتذكر أيام البيت الواحد و نشرة الثامنة التي تعلن عن موعد العشاء … نتذكر اللحاف القديم الذي كان يربطنا بإخوتنا و صراعات البحث عن ممسكه لما يفرقنا ليلاً فيعاود جمعنا في رسالة “إن الإخوة في اجتماعهم دفء و لمَة “.
فبالرغم من بساطة الأشياء و أقلها تكلفة و أكثرها تواضعًا قادرة على إدخال البهجة و صناعة الفرح و الأمل.
فوقتها كان لدينا الإستعداد للفرحة, للابتسام, للنشوة أو الانتشاء بكل ماهو مبهج و مفرح سواء أن تمثل في موسيقى شعبية نسمعها أو قصيدة قديمة نقرأها أو فيلم سينمائي أبيض و أسود في ساحة الحي يجمعنا أو جلسة أفراد العائلة بالإستماع للمذياع أو جلسة للإستماع لإحدى قصص و خرافات الأجداد ….. نفرح بكل شيء لأن الروح بداخلنا قادرة على صياغة الفرح بلا عقد ولا خوف . نتذكر تلك الإبتسامة المرسومة على محيا كل شخص بسيط نقابله في السوق …. وجوه مألوفة حامية . ذلك هو الزمن الذي يبنى أولى خطواتنا في الحياة . نختار الطريق و نمضي و نختار الطريق و نبني لأننا قادرون على الفرح و على الأمل.
و في الأخير يجب دائما أن نضع نصب أعيننا البيتين التاليين:
قل للذي أحصى السنين مفاخرًا
يا صاح ليس السرّ في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها
في يقظة ، أم في عميق سبات
وهو ما يعني أن نستغل جميع الأوقات كي لا تبقى ذكريات نتحسَر عليها فيما بعد فالزمن لا يعيد بعض الاشياء مرتين مثل العائلة و الأحباب.