عام

هي دنيا .. وليست جنة …!

من إعاقة إلى طاقة…!!!

هي دنيا .. وليست جنة …! طال أنتظاري لآخر صدفة مفاجئة تأتيني لربما تكون منجية..أو لأخرى صدفة بمثابة طوق نجاة وشراع أمل يلوح في الأفق ، مجاديف تحطمت وقوارب أهلكت وأشرعة تمزقت من كثر صمودها والزمن أعلن وعفى وأخرى أستبدلت وأستحدثت ، وأشخاصا خطاهم تقودهم نحو مصارعة الحياة سعياً في المعاش نهارهم..وفي الليل سبات أجسادا هدأت وأستراحت من بعد ما كانت منهكة متعبة مسحت الجباه من التعب ، كلت ملت أيادي في نيل للعيش لقمة،بحثت عن طرق تقودني لبر الأمان،لم أجد إلا عثرات الحياة وأشواكا أعترضت طريقي لولا لونها الأخضر المتفائل للإستمرار لتراجعت عن مواصلة مسيري..أحترت في سلك طريقي للبحث عن ملاذا آمن يأويني وجدت جميع الأشياء يحويها ويتخللها تضاد… نظرت في كبد السماء فوجدت قمرا فيه جانبين مظلما ومنير ، ونجم الشمس يشع نورا للأرض يكسبها دفئا ونموا للكائنات الأحياء،وتارة أخرى بنوره يعكس ظلا للأشياء ..تهت أرضا سهولا وهضابا لم تكن في نفس المستوى حتى الدروب لم تكن كلها ممهدة بل كانت وعرة وبالحجارة كائنات متعثرة..حتى بني البشر لم يكونوا موحدي الألوان ولا الطباع ذاك عبدا لخالقه والآخر عبدا لكائن أغواه ، تقاطعت أمامي جميع الخطوط فلا جمعتنا نقطة لقاء بل فرقتنا الطرقات…تمنيت لنقطة لقاء شاءت لها الظروف وتحسنت بها الأجواء أن تجمع بيننا بعد ما كانت جميع الخطوط مشتتة والنقاط مبعثرة ، لم أجد حلا لنقطة التقاطع لغرابة بؤرة مركزية الأحداث ، حتى قطر الدائرة خرج عن خط التماس مكونا أشكالا هلالية خارجية ، لم يعد نصف الكرة الأرضية مطمئنا سالما ينعم بالحرية سادت جميع أراضي الكرة بآلات القتل الهمجية العنصرية…سأبدأ من الصفر هل سأعود طفلا في شهره الأول كي تكون أعمالي من الذنوب والخطايا خالية ، أم هل لجسدي أن يشيخ ورقم العمر أخذ يكبر تليه أعمالا مدونة رهينة بمحاسبتي في الآخرة ، فلا رادع ولا وازع ديني ينقذ لقد أهملتم التشريعات السماوية ، هذا هو حالكم بني البشر مختلفون حتى في مساكنكم أحدا يسكن في كوخ والآخر يشيد صروحا عالية.

 

تلطخت أياديكم بسفك دماء أخوانكم وبالمعاصي نفوسا متمادية…أقول لكم تبا لكم جميعا أيها البشر كفاكم ظلما وجهلا لأمانتكم رفضت حتى الجبال عن حملها..!!!

يا حضرة الفرصة السانحة.. هل تنقذيني من تضاد الأشياء المتشائمة المتفائلة..لقد سئمت من دنيا فانية ، جميعنا نلهث ورائك ونسينا الآخرة السرمدية الباقية..!!

أجتعمت بنا ظروف الحياة بدون أخذ أستئذان مسبق لتفاجئني بفاجعة من رحلوا عنا..طالتهم يد القدر وأطفأت وجودهم من الدنيا إلى الأبد..كلنا نستعد ونرتقب ذلك اليوم ليعلنوا عزاء الأيام من بعدنا ، أمهات آباء عوائل سمعت لهم صراخ الحزن أرتدوا رداءا أسود..بقيت من بعدهم أطلالا وأناس تحكي قصصهم وتسرد..

نجتمع نفترق على دنيا الأعمال ثم نبعث لحياة أخرى لتقودنا أعمالنا لجنة أو نار ، يا بني آدم بالذنوب تفحمت أجسادك كفاك عصيانا لربك ماذا أعددت ليوم حسابك.؟

في إحدى زوايا الحياة عليك التأرجح بين أملا موجود وآخر مفقود ، كثيرة هي أيام الحزن وأصبحت قليلة بل ضئيلة جدا أيام الفرح..لا ندري هل هي من صنع بني البشر أم هي أتت من كوكب آخر أو هكذا كتبت لنا وشاءت الأقدار ، جميعنا صرنا جنينا لتسعة أشهر وخرجنا على الدنيا أطوارا.. يا أمهات العالم كيف أبنك يصبح سفاحا أو منحرفا هل رداء الإنسانية أصبح غاليا..؟ أم هناك من أستوطنت جسداه مؤثرات خارجية ، أصبح كوكب الأرض يستنجد لا يطيق جبروت البشرية عاثت فسادا عبثت بأشياء..شوهتم يابني البشر كوكبا لا هواء لا سماء لا ماء طالت أياديكم القذر.

متى تلتقي خير الصدف بلا ميعاد لنعلن نحن بني البشر قد فتحنا صفحة مستقلة عن كل ما ذكر.

ليت يا ليت تمنت وأمتنعت كل البشر عن خلاف بعضها لبعض ليبقى وجه الأرض خاليا من الشوائب ومن البشرية الكدر.

كونوا كالطير يسبح في الفضاء مغردا متنقلا بين الشجر..،،أو كالفراشة تشكلت منها ألوانا لا تؤذي أحدا تتغذى من الزهر ..ما أجمل مملكة النمل أجعلوا منها رمزا للتعاون لا لتسلل الأعداء من الثغر ..!!

هي دنيا .. وليست جنة ...!
هي دنيا .. وليست جنة …!
السابق
صديقتي المتغيبة عن ناظري الساكنة وجداني
التالي
ميلاد كوكب الشرق

اترك تعليقاً