سيدي بو سعيد بتونس..لمن هو للتعرف عن البلدان تواق وكله لهفة لمعرفة العادات والتقاليد وأخذ لمحة في التاريخ، تعال فإني اليوم أُحدثك عن بلد بالخضراء لقبتْ…و ب ثلاث آلاف سنة حضارة عرفتْ. …وبعليسة وحنبعل و غيرها من الشخصيات التاريخية اشتهرتْ …
أُحدثك عن بلد تواترت عليها الحضارات إليك منها البيزنطية والفينيقية والرومانية وصولاً إلى العثمانية …. أردتُ اليوم أن آخُذك في جولة لزيارة أحد المدن التونسية وتحديدًا نهج “سيدي بوسعيد” الذي سمي نسبة إلى الولي الصالح” بوسعيد بن خلف بن يحيى بن تميم الباجي ” ولعل ما يميز هذه المدينة هو موقعها الإستراتيجي حيث اعتلت الجبل في أعلى المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس ولامست البحر فجاورت المرسى لتكون قريبة من تونس … إن لكل وافدًا على “سيدي بوسعيد ” أن يُلاحظ الفن المعماري الأصيل الذي يُبرز عظمة تاريخها حيثُ لا مكان للون آخر غير اللونين الأبيض والأزرق على جدرانها وأبوابها و نوافذها التي نُقشت بزخارف ونقوشات عتيقة ، وحقيقةً ما زادها اللون الأزرق والأبيض إلا جمالاً فوق الجمال فكل شوارعها تزينت بألوانها التي تجانست مع أشجار الفل والياسمين لتُعطينا لوحةٌ فنيةٌ ضخمةٌ تُسر الناظر و تخطف قلبه . …
وكما أن للصورة نصيبٌ في شد انتباه المتأمل فإن للرائحة الفواحة التي تبعثها أشجار الفل والياسمين والمشموم نصيبًا آخر للمار بهذا النهج العتيق.
حينما تتجولُ بهذه المدينة العتيقة “سيدي بوسعيد” لك أن تُلاحظ أنها تعج بالأسواق التلقيدية حيث تُباع التُحف واللوحاتُ و الحرف اليدويةُ كالشاشية التي تُأخذ كتذكار لهذه المدينة الجميلة.
أيضا تتوفر بها عديد المرافقُ السياحيةُ كالفنادق والمطاعم ذات الرونق التقليدي التونسي ……
أما لعشاق ومحبي الأكل فستجدون هنالك أشهر الأطباق و المأكولات ذات الطابع التونسي التقليدي الاصيل والتي من بينها البمبالوني، الكفتاجي ، اللبلابي وغيرها من الأطعمة .
حقيقة سيدي بوسعيد بإرثها التاريخي و الحضاري المتنوع بين الجمال و الصفاء تبقى من أروع ما يسكن إليها العقل لتجاوز مشقات الحياة ,هي لمسة وفاء لتاريخ حافل و حاضر مجيد هي مزيج بين طبيعة خلابة و عمران يجسد الحضارة و قيمتها.
هي جدلية تجمع بين العتاقة والحضارة بين الجمال والرقي الذي نلامسه في كونها جمعت بين الجبل بالبحر ..
