صفاقس المدينة هي مدينة تونسية أنشأت كحصن دفاعيّ كان هو كلّ العمران الموجود في منطقة المدينة الحاليّة في أوائل القرن التّاسع للميلاد، وتختلف المصادر في تاريخ هذا البرج، فبينما يذهب بعضها إلى أنّه موجود في مكانه منذ عهد دولة قرطاج، يرجّح آخرون أنّه بناء عربي شيّد بعد فتح إفريقيّة بفترة.
وتأسست صفاقس الحالية في عام 849 ميلادي في موقع الرومانية القديمة المدينة من تابارورا. كما نمت المدينة الحديثة لتشمل بعض المستوطنات القديمة الأخرى، وأبرزها ثيناي في ضاحيتها الجنوبية طينة.
لن نسرد وقائع قديمة تهم العصر الوسيط لان ظروفه السياسية تختلف كثيرا عما نعيشه الآن لذلك سنركز عما وقع في تاريخنا الحديث أي منذ بداية القرن 16.
تم ترميم الأسوار وبناء خزانين كبيرين لتكملة صهاريج الناصرية. في 1776م ، تم بناء الضاحية الجنوبية للمدينة، حي الفرنجة، المخصص لليهود والمسيحيين، وهو مكان رئيسي للتجارة البحرية، ولكنه كان أيضًا بمثابة حاجز ضد الهجمات البحرية، التي كانت تهدد المدينة من أطماع الغزاة بإعتبار موقعها الاستراتيجي الهام المطل على البحر الأبيض المتوسط ، فقام البنادقة بقصف صفاقس أربع مرات في غضون عامين (1785م-1886م) فتم بناء حصن كبير أثناء الحصار ليحيط ببرج النور. تم هدمه بعد الحرب الأخيرة.
في عام 1830م ، كان حي الفرنجة محاطًا بجدار وفي 1860م كان للمدينة مكتب بريد وتلغراف. في 1876م ، وضع كاتب التلغراف مخططًا للمدينة وأخبرنا عن برج إشارة تم بناؤه قبل قرن من الزمان
وفي عهد الحماية الفرنسية
عندما وقع باي تونس معاهدة باردو، في عام 1881م، مما جعل تونس محمية، اندلع تمرد في صفاقس. تم إرسال ست سفن حربية من تولون للانضمام إلى سفن البحرية الفرنسية في المياه التونسية. في صفاقس، كانت هناك ثلاث عربات من تقسيم بلاد الشام موجودة بالفعل ( “ألما” ، “رين بلانش” ، «لا جاليسونير» ‘) مع أربعة زوارق مدفع. تعرضت صفاقس للقصف، وفي 16 يوليو احتل الفرنسيون المدينة بعد قتال عنيف، مع 7 قتلى و32 جريحًا للفرنسيين.
أما خلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت قوى المحور المدينة كقاعدة رئيسية حتى استولت عليها القوات البريطانية في 10 أبريل 1943م. بعد الحرب العالمية الثانية، أعيدت تونس إلى فرنسا، لكن حصلت على الاستقلال عام 1956م.
نستنتج من هذه الوقائع التاريخية أن صفاقس انفصلت ثلاث مرات في العصر الحديث في ظروف ثورات شعبية على ظلم الحكام والولاة.
مدينة صفاقس في عصرنا الحالي يبلغ عدد سكانها اكثر من 700 الف ساكن حسب أخر الاحصائيات وهذا ما يمثل قرابة 60% من سكان الولاية .. اغلبهم خاضعون للضرائب، هذه المدينة تضم ايضا المئات من الشركات و المصانع الخاصة الي تشغل في آلاف الاشخاص من الولاية و غيرها وتسمى عاصمة الجنوب حيث تستقبل غالبية السكانية العاملة من الجنوب التونسي .. و اغلب هذه الشركات أيضاً خاضعة لضرائب و الاداءات.
مدينة عريقة ورمز من رموز التاريخ بتونس رغم الاحتقان التي تشهده في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع المادية والاقتصادية الصعبة والتقصير المتواصل من قبل السلطة المركزية .