منوعات
أخر الأخبار

الانشاد الديني و فن المديح

كتبت:هدى شهاب

الانشاد الديني و فن المديح

رمضان في مصر… صوم، صلاة، و إنشاد

دائما ما احتل فن الإنشاد الديني و ابتهالاته الصوفية حيّزا كبيرا في حياة الشعب المصري منذ الفتح الاسلامي لمصر عام 641م, فهو أحد أهم الطقوس الدينية التى يعشقها المصريين على وجه خاص؛ فهو موروثًا شعبيا تربى عليه الكثير من أبناء المجتمع خاصة أبناء الصعيد.

يعد فن الانشاد الديني فن مشترك تلتقي فيه مختلف الأجيال بفضاءاتها المختلفة على مدار العام و لكنه دائما ما يزدهر في شهر رمضان المبارك الذي ينتظره العالم الإسلامي كل عام و الذي تبقى له أيام قليلة و يَحُل علينا ضيفاً عزيزاَ، ففي كل عام يجتمع في الأمسيات الإنشادية التي تحتضنها أسمار الشهر الفضيل في تناسق باذخ الجمال الدين والفن لما في هذه الأيام المباركة من روحانيات واقتداء بسنة النبى صلى الله عليه وسلم؛ما يجعل من رمضان موسم رزق للمنشدين و المداحين؛ ففي الليالي الرمضانية من كل عام تكثر الحضرات وجلسات الذكر في المساجد التي تستضيف المبتهلين و المداحين الذين يتغنون بقصص مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والعشق الإلهي.

الانشاد الديني و فن المديح

أما عن تاريخ فن الانشاد فيعد الإنشاد الديني الصوفي أو كما يلقبه البعض بفن المديح أحد الفنون التي ظهرت مع بدايات العصر الإسلامي وذلك عندما كان أول مؤذن في الإسلام”بلال بن رباح”يرفع الأذان كل يوم خمس مرات ويرتلها ترتيلاً بصوت جميل عذبٌ و جذَّاب، ومن هنا بدأت فكرة استخدام الأصوات الندية في الذكر و التغني بالأشعار الإسلامية.و قد ظهر فن المديح في مصر أول مرة في عهد الدولة الأموية فأصبح الإنشاد فنًّا له أصوله، وضوابطه، وإيقاعاته.و في عصر الدولة الفاطمية إزدهر فن الإنشاد فأصبح أحد أهم الفنون الشعبية على يد المتصوفة التي كانت معنية آنذاك بالاحتفال برأس السنة الهجرية وأوائل الليالى من شهر رجب وشعبان وغرة رمضان وليلة الإسراء والمعراج وغزوات الرسول وكذلك الموالد كمولد الإمام الحسين والسيدة زينب وعائشة وغيرها من الموالد التي تحتفل بها الطرق الصوفية حتى الآن ويرجع تاريخها إلى عصر الدولة الفاطمية و من ثم زاد انتشاره في كافة الدول العربية.

الانشاد الديني و فن المديح
الانشاد الديني و فن المديح

و مع مرور الأزمنة تطور فن الانشاد فبدأت تظهر طوائف المتصوفة والدراويش وأصبح لكل فئة منشدوها وحواريوها، فقد ابتدع الدراويش لأنفسهم طريقة جديدة في التعبير وفى التقرب إلى الله، وهى مجالس الأذكار التي راح العامة من الناس يجتمعون لها، يرقصون ويطربون ويأكلون، وقد أدرك الدراويش أهمية الجانب الوجداني فأكدوا على مبدأ التأثير بالموسيقى، وادخلوها ضمن شعائرهم؛ وكانت فلسفتهم أن صنيعهم هذا أدّى إلى إقبال الجماهير عليهم وجمع الناس حولهم. وكان الدراويش اتباع جلال الدين الرومي من أشهر المنشدين إلى يومنا هذا.
أما في وقتنا الحالي و على الرغم من استئثار وسائط الإعلام الحديثة بإهتمام الناس الا أن مجالس الإنشاد الصوفي ما تزال مستعصية عن الغياب و عن الاندثار,و لأن الشعب المصري يميل ويُكثر من السهر و الأحتفالات في شهر رمضان المبارك حافظ الفن على بقائه حي متجدد في أوساط المجتمع المصري,نظرًا لطبيعة فن الإنشاد التي تتوافق مع قداسة وحرمة الشهر المبارك فجموع المسلمين في الشهر الكريم تحب أن تستمع إلى الإنشاد الديني خلال المجالس الرمضانية لاسيما و أنه أحد الفنون التي تنال استحسان و إعجاب الصائمين لذا ظلت مجالسه مفتوحة لكل عشاق هذا النوع من الفن، يلتقون في أسماره حول اللحن الآسر والصوت العذب،محلقين في عوالم رحيبة من الدهشة والإثارة و حب المولي عز وجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى