رعاية وإصلاح الأيتام
كتب الشيخ الدكتور مسعد
الحمد لله رب العالمين ، القائل في كتابه العزيز: {وَآتُوا الْيَتَامَى
أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ
إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}[النساء:2]، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا
شَريكَ لَهُ ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ
وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد:
===========================================
فإن الدين الإسلامي هو دين الرحمة، وكتابه كتاب رحمة، ونبيه هو
نبي الرحمة، والرحمة تعني الرفق والرأفة، والعطف والعناية
والرعاية، ومن محاسن الشريعة الإسلامية أنها اهتمت بالفئات
الضعيفة اهتمامًا عاليًا، وأولتهم عناية فائقة، ورعاية خاصة، ومن
تلك الفئات الضعيفة الأيتام، فقد دعا الإسلام إلى إصلاح جميع
أحوالهم وشئونهم، فقال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ
لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[البقرة:220]، هذا الإصلاح
يتضمن إصلاحهم ورعايتهم نفسيًا، واجتماعيًا، وماليًا، وقد جاءت
نصوص القرآن والسنة تحثنا، وتدعونا إلى ذلك على النحو التالي:
===========================================
أولًا: الإصلاح والرعاية النفسية للأيتام:
===========================================
فقد نهى الإسلام عن استذلالهم، وإهانتهم، واحتقارهم محافظةً على
نفسيتهم، فقال تعالى مخاطبًا النبيّ (صلى الله عليه وسلم) معلمًا لنا
الحفاظ على نفسيتهم: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}[الضحى:9]، أي: لا
تحقره، ولا تظلمه، ولا تستذله، ولا تمنعه حقه الذي في يدك، وكنّ لليتيم كالأب الرحيم.
وجعل القرآن الكريم استذلال اليتيم، واحتقاره من صفات المكذبين
بدين الله (عزّ وجلّ)، فقال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ*فَذَلِكَ
الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}[الماعون:2،1]، أي: يدفعه دفعًا عنيفًا بجفوة وأذى،
ويردّه ردّا قبيحًا بزجر وخشونة إذا طلب منه شيئًا.
كذلك إصلاحًا لنفسية الأيتام حثنا النبيّ (صلى الله عليه وسلم) على
رفع معنوياتهم، وذلك بالمسح على رؤوسهم والدعاء لهم
ومواساتهم، فحينما استشهد جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)
في غزوة مؤتة أمهل آل جعفر (ثلاثًا) أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: (لَا
تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ ادْعُوا إلِي ابْنَيِ أخِي). فجيء بأولاد
جعفر(عون ومحمد وعبد الله) كأنهم أفرخ (كناية عن صغرهم)،
فقال: (ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلاقَ). فجيء بالحلاق فحلق رؤوسهم، ثم قال:
(أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي
وَخُلُقِي). ثم أخذ بيد عبد الله فأشالها (رفعها)، فقال: (اللهُمَّ اخْلُفْ
جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ). قالها ثلاث مرار،
قال عبد الله: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا (فقد جعفر)، وجعلت
تفرح له (تزيل عنه الفرح وتحزنه وتغمه). فقال: (الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ
عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟!) (رواه أحمد)، وعن أبي أمامة
(رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ
مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ
حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) (رواه أحمد).
كتب الدكتور الشيخ// مسعد أحمد سعد الشايب
تابع مواضيع اخرى للمجلة
الفرق بين الطلاق و التطليق و الخلع في الفقه و القانون
أكل السحت (الحرام) وسوء عاقبته في الدنيا والأخرة
كيف قدمت “إليف شفق” المجتمع التركي في رواياتها
التنبيهات : الإصلاح والرعاية الإجتماعية للأيتام : ،،،،،، Zahuaa زهوة %
التنبيهات : عشرة أصناف احذر أن تكون منهم : ،،،،،،،Zahuaa زهوة ،،،،،،