عام

برج الفتاة أشهر معالم اسطنبول

برج الفتاة اشهر معالم اسطنبول

برج الفتاة أشهر معالم اسطنبول

 

كتب:هدى شهاب // حكاية مكان

 

“برج الفتاة”.. “قصة مأسأوية” و “تاريخ حافل”
أشهر معالم “إسطنبول” ..مزاراً و إرثاً تاريخياً
بالتأكيد سبق لك و أن رأيته في أحد مسلسلات الدراما التركية، أو رَأيتهُ في
أحد الأماكن المعنية بالسياحة و السفر لمدينة “إسطنبول”..فهو مزاراً و إرثاً
تاريخياً ارتبطت به الكثير من القصص الغريبة، التي أبقته لُغزاً غامضاً،
ومكاناً مُميزاً يجذب السياح من كافة بقاع الأرض للإقتراب منه،و من ثًم
إستكشافه و إستنطاق ماضيه المُبهم..يتميز بشرفاته التي لها إطلاله فريدة
على مدينة “إسطنبول” الرائعة،و التي تزداد سِحراً بزرقه مياه بحر البوسفور
،و طيور النورس التي تُحلق عالياً،فيصدح صوتها على قمة هذا المكان الساحر. إنه “برج الفتاة” أو ” kız kulesi” بالتركية..
يتألف “برج الفتاة” الشهير من 6 طوابق يبلغ إرتفاعها 23 متراً، يربط بينهم
سُلَم لولبي الشكل،يتموضع البرج على قاعدة مُثمنة “ذات ثماني أضلاع”…
واقعاً على شاحل الشق الأسيوي من مدينة إسطنبول التركية، بالقرب من
جزيرة صغيرة عند المدخل الجنوبي لمضيق البوسفور( الممر المائي الذي
يَربِطَ البحر الإسود ببحر مرمرة)…يَبُعد عن “ساحل منطقة أسكودار” نحو
200 متر..يُعد البرج معلماً تاريخياً مُهماً جداً بالنسبة للأتراك والمهتمين
بالتاريخ حول العالم…مرت عليه العديد من الحِقب التاريخية،و لكنه أصبح
حديثاً مركزاً هاماً لجذب السياح الراغبين في الإستمتاع بمطاعمهُ و مقاهيه
التي تنتشر على الساحل المقابل للبرج..يأتي إليها رواد البرج للإستمتاع
بالهدوء و المناظر الخلابة التي يعرضها البرج بشكل بانورامي سَاحِر.

برج الفتاة أشهر معالم اسطنبول

 

تاريخ “برج الفتاة

 

مع عدم وجود أدلة قاطعة تُؤكد في أي سنة تم بناء هذا البرج إلا أن بعض
المصادر تُشير إلى كون البرج بُني بحلول سنة 341 قبل الميلاد،و من أسماء
البرج إسم “أركلا” الذي أطلقه البيزنطيون عليه و يعني “القلعة الصغيرة”.
بقي البرج مهجوراً لسنواتٍ طويلة،إلى أن اُستخدم عام 1110 كمحطة
مخصصة للسفن القادمة عبر البحر الأسو، وأثناء فتح القسطنطينية عام
1453 إستخدمه السلطان “محمد الفاتح” كبرج مراقبة و بقي كذلك إلى أن
وقع زلزال عام 1509 أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه.و في عام 1719
للميلاد نًشب حريق قضى على البرج تماماً و حوله إلى رماد، وفي عام 1725
م. قام رأس المعماريين وأشهرهم “دامات إبراهيم باشا” بإعادة بناء البرج،
من الطوب والأحجار بدلاً من الأخشاب.. وعقب التشييد أُستخدم كمنارة
حتى عام 1829،و حينها بدأ يُستخدم بمثابة “حجراً صحياً” لركاب السفن
القادمة لتركيا عبر المضيق..حيثُ تم تغيير القسم العلوي للبرج و إبداله
بكشكٍ أو غرفة زجاجية صغيرة وإضافة قُبة من الرصاص على البرج…في
عام 1832 قام الخطاط الشهير “راقم أفندي” بأمر من السلطان محمود
الثاني..بترميم البرج فأضاف الدعم الصلب حوله،كإجراء احترازي ضد الزلازل..
و في عام 1920 تم إدخال نظام المصباح الأوتوماتيكي إلى البرج .. من ثَمَ
تنوعت أغراض البناء وإستخداماته، فكانت من أهدافه تجميع الضرائب من
السفن التجارية والدفاع، كما إستًخِدم كمحطة إذاعية.. أما في عهد
الجمهورية تحول إلى مركز للدفاع يعود لوزارة الدفاع التركية ثُم أصبح
يتبع لوزارة البحرية عام1982، وفي عام 1995 تم تسليم البناء إلى وزارة
السياحة التركية لإعادة ترميمه والإحتفاظ به كمعلم تاريخي. ليتحول إلى
مزار سياحي يصله عشرات الزوار يومياً عبر القوارب في رحلة تستغرق 10 دقائق فقط..

 

قصة “برج الفتاة” المأسآوية

 

تدور عدد من القصص التاريخية عن سبب بناء البرج إلا أن هناك قصة
واحدة يرويها معظم الأتراك عن هذا المكان، فتقول القصة إنه في زمنٍ ما،
كان هناك سلطان لديه إبنةً واحدة يُحبها حُباً جمّاً, وفي ليلة من الليالي راوده
كابوس أرّقهً و جعله حزيناً كل الحزن، حيثُ رأى السلطان في منامهُ أنه في
عيد ميلاد إبنتهُ الـ 18 سوف تلدغها أفعى سامة و من ثَم ستُودي بحياتها.
لم يجد الأب الحنون، وسيلة لحماية إبنتهُ سوى أن يبعدها عن اليابسة و
خطر لدغة الثعبان،فأمرَ بردم جزءاً من مضيق “الـبوسفور”،و بنى لها برجاً و
جعلها تستقر فيه في محاولة منه لإبعاد أي احتمال لوصول أفعى إليها.
مرت الأيام و السنوات حتى بَلغت الأميرة عامها الـ 18،و في يوم عيد
ميلادها، تلقت ابنة السلطان هدية عبارة عن “سلة مليئة بالفاكهة”،و لإن
“الحذر لا يُغني من وقوع القدر”،في غفلة من الخدم تسلل “ثُعبان سام” إلى
داخل السلة المُعدة للأميرة،و حين وصلت السلة ليد الأميرة لُدغت و ماتت
على الفور,و لشدة حزن السلطان على أبنته الفقيدة أطلق على البرج “برج
الفتاة”،ليتذكر زوار البرج العِبرة من هذه القصة،فلا مفر من قضاء الله و قدره مهما تجنبناه.

 

 

“برج الفتاة”.. مكان مُلهِم

 

يعتبر “برج الفتاة” اليوم إرثاً تاريخياً يُضاف إلى سجل “إسطنبول” الحافل
بالمعالم الأثرية الهامة و بإمكان الزوار الوصول إليه بسهولة عبر القوارب،و
لهذا فالكثير من الأعراس و المناسبات التركية تُقام في هذا البرج،بسبب
موقعه الآسر وطابعه الرومانسي الهادئ..المُطل على مدينة “إسطنبول” من كافة الاتجاهات.
يُعد البرج مركزًا لكثير من الروايات والأساطير،و القصص الخيالية في
الحقب الماضية..فيوجد الكثير من روايات الحب والعشق الذي لا يموت،و
من القصة الأشهر للأميرة التي ماتت بسم الأفعى و حب والدها لها،نصل
لقصة أخرى تَروي معاناة شاب عشق فتاة فعزلها والدها في البرج ليُبعدها عن عشقها..
وبالحقيقة فقد تداول البعض حكاية أخرى عن “برج الفتاة”،فهي قصة عشق
مؤلمة حزينة تم تسجيلها في العصر البيزنطي،فالقصة لشاب يدُعى “هيرو”
و حبيبته “ولياندروس”..كان “هيرو” من الراهبين وكان العشق عليه
مُحرم،إلا أنه قد أُغرم بفتاة و لكن والدها عزلها في “البرج” ليمنع حبهم و
رؤيته لبعضهم البعض،و لكن لشدة حب “هيرو” لـ”ولياندروس” لها كان يسبح
وصولاً إلى البرج لملاقات الفتاة !!.. و قد ألهمت القصص التي نُسجت حول
المكان الكثير من الرساميين و الشعراء ليجعلوا من البرج مكاناً لإلهامهم ..

 

 

كتب هدى شهاب

 

مجلة زهوة //مواضيع اخرى للمجلة

 

“نباتات منزلية ذات قوة و أناقة”

غياب دور الكتاب بين الشباب في مصر

“الكتب الصوتيه” سوق جديدة للكتاب تزدهر في “عصر التكنولوجيا”

السابق
عشرة أصناف احذر أن تكون منهم
التالي
«كوربوريت ستاك» تستعرض حلولها في جناح «فودافون مصر» خلال فعاليات معرض “كايرو آي سي تي 2020

اترك تعليقاً