عالم وأديب

“إيران” دولة الجدل و الغموض

كتب:هدى شهاب

5 كتب وثَقت تاريخ “إيران” من”حكم الشاه ” إلى دولة “ولاية الفقية”

“إيران” دولة الجدل و الغموض

 

كانت تُوصف الدولة الايرانية قبل عقود قليلة بأنها الواحة الهادئة في منطقة تموج بالاضطرابات والحروب,و لكن في أعقاب الثورة الايرانية و قبل اندلاعها بسنوات قليلة أصبحت إيران من الدول الأكثر لفتا للأنظار لما يحدث على أراضيها من تغيرات سياسية و دينية,فهى الدولة الأكثر إثارة للجدل و النزاعات السياسية في الشرق الاوسط و العالم الإسلامي على الإطلاق,وذلك على وقع تزايد التوتر في منطقة الخليج بين إيران والولايات المُتحدة الأمريكية و حلفائها حتى أصبحت الدولة الإيرانية تتصدر طاولة النقاشات السياسية حول العالم,و لا تكاد تخلو أي نشرة أخبار من ذِكر تلك الدولة القوية التي تلف نفسها بالغموض.

تُعد الثورة الايرانية التي إندلعت يناير1979 أحد أهم الأحداث في تاريخ ايران,فقبل إندلاع الثورة كانت إيران تغلي فوق بركانٍ كبير,فتفجر الشارع الإيراني بالمتظاهرين ضد الشاه “محمد رضا بهلوى” وحاشيته الذين غالوا في البذخ و الثراء في حين رزح أكثر من 46 % من المواطنين الإيرانيين في فقرٍ مدقع، وكان لرجال الدين الشيعة في مدينتهم المقدسة “قِم” تأثيراً كبيراً على المجتمع الإيراني أنذاك,حيث أظهروا أنفسهم في البداية قوة سياسية قوية مستقلة عن الشاه، حتى بزغ نجم زعيم الثورة “أية الله الخميني” الذي عارض الشاه بشدة، فتم نفيهُ خارج البلاد أولاً إلى العراق ثُم إلى فرنسا تاركاً أتباعه الشباب يتحركون و يزدادون على الأرض قوةً يوماً بعد الأخر, وبعد سنوات من الكفاح ضد حكم الشاه الديكتاتور، تنازل الشاه عام 1979 عن سلطته,عندها عاد “الخميني”من المنفى ليلقاه عدة ملايين من الإيرانيين مرحبين بقائدهم الجديد، بعدها شرع “الخميني” في تأسيس الجمهورية الإسلامية,وأصبحت ولاية الفقيه شيئاً لا يمكن إنكاره في إيران، لكن هذه الثورة كانت لها تبعات وانتقادات واسعة,خصوصاً إنها جاءت بحكم رجال الدين المحافظين بعيداً عن معسكر الولايات المتحدة الامريكية و معاداة من يواليها من كافة الدول العريية، من هنا إتهم كافة الحكام العرب حينها الإمام الخميني بمحاولة “تصدير الثورة” إلى الدول المجاورة، ويرى البعض أن قيام الحرب العراقية الإيرانية في بداية حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت من نتائج تلك السياسة.

مع إقتراب فعاليات معرض الكتاب الـ”51″ الذي يُقام سنوياً بأرض المعارض في بداية كل عام…تُقَدِم “زهوة” لمُحبي القراءة قائمة من أهم الكتب التي تناولت تاريخ تلك الدولة الغامضة التي تتصدر دائماً نشرات التلليفزيون،فتنقلك بسطورها لإيران ماقبل الثورة الإسلامية،مرورًا بالثورة، وإعلان الجمهورية الإسلامية، تلك الكتب الـ “5”تساعدك حتماً في بناء تصوّر سياسيّ و اجتماعي عن إيران بعيداً عن البروباغاندا المؤيّدة أو تلك المعادية لتلك الدولة الفريدة في تاريخها..

 

1.”قصة الثورة الإيرانية”

أصدر مركز القومي للترجمة كتاب “قصة الثورة الايرانية” الذي يَعدُ أحد أروع الكتب

التي تُقدم للقارئ المهتم بمعرفة أحداث الثورة الايرانية لاسيما و أن الكتاب يحوي سرد محايد جدا ليوميات الثورة,بعيداً عن التأييد الأعمى أو العداء الفج لتلك الثورة التي غيرت موازيين القوى في الشرق الاوسط ،و يشير المركز إلى أن الكتاب لا يتناول الثوره الإسلامية فى إيران بالتقييم الجوهرى أو الحكم التاريخى عليها أو على أحداثها أو على قائدها كما لا يتناول الوقائع المعاصرة التي ترتبت على اندلاعها، وإنما هو أقرب إلى سرد ليوميات و وقائع الثورة بالتفصيل, فضلاً عن كل ما ورد عنها بمختلف الصحف العربية و العالمية آنذاك,و يلتزم الكاتب الموضوعيه والحيده قدر الإمكان بل و يتحاشى الأحكام الجزافيه ما استطاع و هو ما يجعلهُ من أفضل الكتب لكل من يرغب في معرفة ايران…

 

"إيران" دولة الجدل و الغموض

2.(مدافع آية الله) قصة إيران و الثورة

 

يَعدُ كتاب “مدافع اية الله” أشهر الكتب التي تناولت تاريخ الدولة الايرانية و ثورتها على الاطلاق,فالكتاب يروي تاريخ الدولة الايرانية منذ حكم امبراطورية الشاه وحتى قيام الثورة الايرانية و قيام دولة ولايه الفقيه.و يستمد الكتاب قوته من معلومات و بحث الكاتب الصحفي الكبير”محمد حسنين هيكل” الذي كان مهتماً جداً

بالشأن الإيراني,لاسيما و إنه خلال سنوات عمله الطويلة عرف فاعلين مهمّين على الساحة الايرانية أنذاك. فقبل الثورة الإيرانية إلتقى هيكل بـ” الإمام الخميني” في ديسمبر عام 1978 عندما كان الخميني منفياً في فرنسا,ثُم بعد نجاح الثورة الإسلامية 197، زار هيكل إيران للتعرّف على الأوضاع على أرض الواقع، ونتج عن هذه الزيارة كتاب “مدافع آية الله” قصة إيران والثورة الذي صدر عام 1981، وقداطلق هيكل هذا الأسم على الكتاب مشبها “الخميني” بأنه هو مدفعية جيش الثورة التي اسقطت حصون شاه ايران,و كانوا أعوانه و رجاله هم البيادق التي حركها زعيمهم لإستعادة إيران من البهلويين و إنشاء دولته الاسلامية. أعتقد أن هذا الكتاب مهم لأكثر من سبب,من بينها قرب “هيكل” ولو بعض الشيء,من قيادة الثورة الإيرانية ومخالطته لشباب الثورة و إدراكه لآليات عمل قادتها على الأرض,وكذلك لسرد هيكل المفصّل لأسباب الثورة و العوامل التي قادت لاشتعالها…

 

"إيران" دولة الجدل و الغموض

3.(العرب والإيرانيون) العلاقات العربية الإيرانية في الزمن الحاضر

 

يحكي كتاب “العرب والإيرانيون”، للكاتب و المفكر “رضوان السيد”عن إيران الحديثة

فيما بعد الثورة الاسلامية في إيران فيوثق الكاتب لأحداث إيران المعاصرة، و يقرأ في العلاقة بين العرب والإيرانيون في الزمن الحاضر لاسيما التوترات و النازعات القائمة، يضم الكتاب مجموعة من الدراسات التي كُتبت خلال أكثر من عشر سنين، ويتناول الكتاب الواقع السياسي والديني على المستويين الإيراني والعربي خلال القرون الماضية للوقوف على التمايزات والتشابهات، ويحتوي الكتاب الصادر عن “الدار العربية للعلوم”على ستة فصول في 175 صفحة، أولها “الدولة والإسلام والمجتمع المدني”,وهو يبحث في تجربة التحديث في إيران ومصر خلال مئة عام ،ليعرض تاريخاً مقارناً بين تجربتي التحديث الأبرز فى المنطقة خلال القرن الماضي، وفي الفصل الثاني “الشيعة والسنّة التوتّر ومداه ومصائره”، كما رصد “السيّد” توتّر العلاقة بين العرب وإيران من جديد نتيجة الدور الإيراني في الإحتلال الأميركي للعراق,وعمل إيران داخل البلدان العربية، إضافةً إلى التدخّل الإيراني في لبنان وسورية بإستخدام القوة,أما الفصول الباقية الصغيرة فتناولت واقع العلاقات السياسية والتدخلات الإيرانية بالعالم العربي في الماضي القريب و حتى الربيع العربي.

4. “ايران من الداخل”

 

“ايران من الداخل” للكاتب الكبير”فهمي هويدي”، أحد اهم الكتب التي تحدثت عن تاريخ الدولة الايرانية بدءاً من تطورها الديني و انتقال المذهب الشيعي لها إلى تطورها السياسي منذ حقبة الدولة الفارسية إلى الدولة الصفوية,و القاجارية و حتى حكم امبراطورية سلالة بهلوي و وصولا للثورة الإسلامية، وصدر الكتاب عن دار الشروق عام 1987، فقال الكاتب الكبير في مقدمة كتابه : (حين صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب قبل أكثر من عقدين من الزمان، كان الهدف منه محاولة فهم الذي جرى في إيران. وقد أشرت في مقدمة تلك الطبعة التي صدرت في عام 1987

إلي أن غاية ما يمكن أن يوصف به الجهد الذي بذلته فيه آنذاك هو أنه القدر الذي بلغته في التعرف على حقيقة الزلزال الذي أحدثته الثورة الإسلامية، حين بهرت العالم بنجاحها عام 1979، لكن محاولة الفهم التي كانت في عام 1987، تُقرأ الآن بإعتبارها سرداً للتاريخ ورصداً لوقائعه وأحداثه.و الفرق بين إدراك صورة الحقيقة في الثمانينيات وبين تحولها إلى تاريخ في نهاية العشرية الأولى من الألفية الثانية، هو أنك في الأولى تتابع الحدث، وتستوعب وقائعه، أما في الحالة الثانية فإنك تتعلم منه وتستخلص دروسه. وقراءة الحدث مهمة لا ريب,لكن التعلم منه قد يكون أهم.لأنك في الأولى تطل على الحاضر، وفي الثانية تتطلع إلى المستقبل، هذا إذا أحسنت استخلاص الدرس بطبيعة الحال)..

كتب”هويدي” الكتاب بلغةٍ بسيطة و راقية في تناسق و سرد تاريخي مميز ليجعل الكتاب من يقرأه و كأنه يرى، يتصور و يتخيل و يحلل ما مرت به تلك البلد التاريخي المفعم بالأحداث،فينتقل من مكانه ليعيش في ايران من الداخل…

 

 

5.الثورة الإيرانية “بين الواقع و الأسطورة”

 

رسم الكاتب و الصحفي السوري “زهير مارديني” من خلال كتابه الرائع “الثورة الإيرانية بين الواقع و الأسطورة” بعض الخطوط و الملامح الهامة للثورة الإسلامية في إيران لتكون نوعاَ من منافذ الإتصال بحقائق ما جرى عام 1979.. تطرق” مارديني” إلى العديد من المحاور أهمهم عالم تجارة السلاح و البترول و المخدرات الذي كان يسيطر على “إيران” في عهد “البهلوية”، و مذكرات آخر سفير لشاه إيران في لندن، كما روى “مارديني” أزمة الرهائن الأمريكيين بعد إقتحام السفارة الأمريكية في طهران من قِبل الثوار الغاضبين..فضلاً عن المذاهب الدينية في إيران في ظل الشاه و ظهور الخميني..فالكتاب من أهم الكتب التي تروي تاريخ مرحلة فارقة في تاريخ “إيران”…

كتبت //هدى شهاب
مواضيع أخرى للمجلة.           أنا سلحفاه ………………بقلم سحر شندى
متى يتم تطبيق مناعة القطيع؟؟
برج الفتاة أشهر معالم اسطنبول
من أدب الحوار في الشريعة الإسلامية
السابق
ساعة لقلبك وساعة لربك فهمها الصحيح
التالي
مكياج الشتاء—تيسير فهمى

اترك تعليقاً