عام

علم اللغويات

علم اللغويات

يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه الماتع ” عالم الأسرار”: كانت لي وقفة طويلة منذ زمن أمام أصل اللغات وأنا اتأمل اللفظة العربية “كهف” فأجدها:في الإنجليزية (cave)، وفي الفرنسية (cave)، وفي الإيطالية (cava)، وفي اللاتينية (cavus)

علم اللغويات

فأسأل وأنا أراها كلها واحدا، أي لغة أخذتها عن الأخرى وأيها الأصل؟ وكان الجواب يحتاج للغوص في علم اللغويات والبحث في البحار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها، وكان هذا الأمر يحتاج إلى سنوات وربما إلى عمر آخر.

 

-لغة الإنسان الأول:

هناك رأى بأن سيدنا آدم تكلم اللغات كلها، قال تعالى: “وعلم آدم الأسماء كلها” البقرة، فالأسماء هنا تعني الأحرف كلها، و تشمل كل اللغات، ألهمه الله معرفتها و هو علماها لأبناءه الذين علموها لأبنائهم وانتشرت هذه اللغات، بينما في قول أخر أن العربية هي اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم، و أن اللغة العربية هي أصل اللغات و منها اشتقت كل اللغات، و الدليل أن اللغة العربية حافظت على خصائصها اللغوية من إعراب واشتقاق و معاني و غيرها، و هذا ما لا يوجد في أي لغة ما زالت حية الآن و عذا دليل على أصليتها و قوتها، و مدى استمراريتها.

 

– سبب تعدد اللغات إذا كان المنبع واحد وهما ادم وحواء:

قال تعالى: ((ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين))(الروم:22).

لاحظ أن إختلاف الألسن (أي اللغات) علامة وآية من رب العالمين, وذلك لوجود علاقة وثيقة بين معاني الألفاظ في كل الدول.

يوجد خلاف كبير في سبب تعدد اللغات, والصحيح منها:

إنّ البشر بعد طوفان نوح تفرقوا وهاجروا إلى عدة دول, طلباً للعيش, وبدأ الناس يجدون في أماكنهم التي وصلوها أشياء جديدة، فيسمونها بأسماء يخترعونها، وتكون الأسماء المخترعة مختلفة بين أصحاب كل حضارة، وتعتمد الإضافات على أصوات ما يرون ويسمعون، وبدأت تضاف مع الأيام كلمات أخرى، واختصارات، وألفاظ جديدة على حسب الحاجة، واشتد الخلاف مع مرور السنين ثم أصبحت تتفرع من أصحاب كل حضارة لغات أخرى أيضاً بسبب الهجرة والتباعد، فاختلفت ألسن الناس.

التغييرات المصاحبة التي طالت اللغة لا تزال تؤثر عليها خلال إنتقالها من جيلٍ إلى جيل، وتختلف اللغات جميعها في النطق، والكتابة، والمعنى، وكيفية بناء الجمل، وعلى الرغم من أنَّ التغيّرات الحاصلة على لغةٍ معينةٍ تكون بشكلٍ تدريجيٍ وتراكميّ؛ إلَّا أنَّه في عصرنا الحاليّ تمّت إضافة الكثير من المفردات الجديدة إلى اللغة في مجاليّ العلم والتكنولوجيا.

علم اللغويات
علم اللغويات
السابق
الشيخ أبوالعينين شعيشع
التالي
فن الديكوباج

اترك تعليقاً