الإدمان مصيدة الضعفاء
الموت الاسود هكذا إن صح التعبير عندما نتحدث عن الإدمان اللعين الذي أخذ في طياته شبابا من عمر الزهور ، ولعل ما نراه من ضغوطات حياتية يجعلنا نفكر بالأمر مراراً وتكراراً .. ومن البديهي أننا نتحمل هذه الصعوبات ونحاول حل هذه المشاكل وتخطيها ، لكن لكل قاعدة شواذ، فهناك بعض البشر بدلا من أن يحاولوا مواجهة مشاكلهم ومحاولة حلها ، يختارون الطريق الأسهل ، فيقومون بالهروب من مشاكلهم ، ومحاولة نسيان الواقع الذي يعيشونه وهنا يصبح فريسة سهلة الإصطياد للوقوع في شباك المخدرات وعندئذ تبدأ رحلة موته البطئ .
*العالم الإفتراضي*
يعد الإدمان عالم إفتراضي كبير يجعلك تذهب إليه بكل تودد ولهفة لتتعرف على ما فيه من أسرار وخبايا ، ولكن هذا العالم يصحبك إلى كوارث حقيقية ، وفي هذا الإطار تحدثت الدكتورة سميه أحمد يوسف أستاذ بكلية الآداب قسم علم النفس بجامعة المنيا : إن من أهم أسباب إدمان المخدرات هو الهروب من الواقع المؤلم الملئ بالضغوطات الكثيرة ، وشعور الإنسان بالإكتئاب الحاد ، وأصحاب السوء الذين يوقيعونه بالفخ حتى لا يتميز عنهم بشئ ، وأضافت سميه قائلة : إن من الأسباب الغريبة التى تجعل الشخص يدمن هو جذب إنتباه الآخرين ، وذلك نتيجة تجاهل الأهل والأصدقاء له وعدم إعطائه اي اهتمام ، ففى هذه الحالة يلجأ إلى فعل اي شيء يجبر من حوله إلى الإلتفات إليه ، وإعطائه مساحة من الاهتمام ، صاحب الشخصية الهشه الذي يسهل إيقاعه فى السوء ويسهل إقناعه ، عدم الثقة بالنفس سبب كبير من أسباب الإدمان وهذا فى الأغلب يكون خطأ أسري ناتج عن التنشئة الإجتماعية الخاطئة والأسلوب التربوي المقتطف من العادات والتقاليد الجاهلية.
*الهروب من الواقع*
مدمن المخدرات اعتاد على الهروب من الواقع إلى عالم من الخيال حتى يتجنب متاعب الحياة ويترك كل ما فيها ويضرب عرض الحائط دون النظر للأسرة أو الأولاد أو الإعتبار لأي شيء دون الذهاب فقط للعالم الخيالي .
يقول أحمد السيد كمال 30 عام :صديقي ج.ي كان على خلق سامي لا يوما رأينا منه عيبا ولاسوء ، لكنه كان ذو شخصية ضعيفة سهل التأثير عليه وإقناعه بالقيام بشئ ما ، وهذا ما حدث بالفعل حيث اصطحبه الحاقدين الغيورين إلى مصيدة المخدرات حتى لا يصبح أميز منهم بشئ ومن وقت دخوله أصبح من المشبوهين المكروهين والمنبوذين فى مجتمعنا ، ودفع حياته ثمنا لفعلته .
*ضعف الإيمان والتواكل فتحا الطريق*
من يتوكل على الله سبحانه وتعالى فهو حسبه ، ومن يقترب من الله عز وجل فهو سندا له ، هكذا تحدث محمد محمود أبو الحطب عالم من علماء الأزهر الشريف فى قضية الإدمان التى ترهق وتدمر المجتمعات المعاصرة لذا وجب علينا إتباع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف حيث قال تعالى “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ” ، والعمل الجاد لوجه الله تعالى هو طريق الخلاص وعدم التفكير فى قلة الرزق حيث أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء .
يقول سليم عامر: جاري دائما يعاني من مشاكل مع أهل بيته ، ودائما كان يشتكي من غلو الحياه وقلة حيلته ، من هنا بدأ يفكر فى حلا ينسيه مرارة عيشه ، فاتخذ الإدمان ملجأ له ترتب على ذلك تدهور الأوضاع إلى الأسوء بالطبع ، حيث تركت زوجته المنزل هي وأولادها وبقى هو وحيدا مشردا لا أحد يقترب منه وكأنه جرثومة معديه وبقى الحال كما هو عليه حتى توفى بعد شهرين من إدمانه .
مهما حدث ومهما واجهت مشاكل وصعوبات لا تتهرب من واقعك ، واجه عقباتك بكل صمود وقوة وتحمل وسوف يبعث لك الله من يعينك ، وتذكر دائما قوله “فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا”
صدق الله العلي العظيم