عام

القهوة وما فيها الحلقة الثانيه 

القهوة وما فيها 

 

حلقات مسلسلة لعشاق الجمال الاسمر الملقب بالقهوة

القهوة وما فيها الحلقة الثانيه

مساء الجمال على عشاق الجمال … القهوة عالم كبير وحويط مليان حكاوي فيه اللي غاوي وفيه اللي هاوي فيه اللي قاعد جنب اللي هايم وفيه تلاهي وفيه عبر وفيه تلاقي كل البشر …

القهوة وما فيها الحلقة الثانيه

بعد ما بدأنا نحكي عن القهوة وجمالها .. وعرفنا الأنواع اللي ندور عليها … ناخد فكرة برضه عن تحميص البن … ودي واحدة من احلى وامتع محطات فنجان القهوة … كان زمان تحميص البن ده فن ومهنه مش اي واحد يعرف يعملها … يا اما صنايعي محترف او ست بيت شاطرة …. ست البيت كانت عندها مع عدة القهوة المحمصة بتاعتها لازم تكون جاهزة دايما … كانت يدوبك تحمص حبة على قد التلقيمة… بعدد الأفراد اللي هيشربوا علشان القهوة تبقى طازة بطازة… تبدأ تحط محمصتها على الوابور وتدورها ومع كل تدويره تبص بطرف عينها على البن … ومع كل تدويره تشم ريحة خليط بين فواكه على شوكولاته على عطر فواح يعدل دماغك من غير ما تشربه… مدة التحميص على حسب مزاج الست بتحبها غامقه فاتحه ولا وسط وفي وسط رحلة تحميص البن نسمع تخبيطه على الباب جارتها حبيبتها صوتها من على باب الشقه …. انا شميت الريحة … جبت العده وجيت…. اتفضلي يا إصلاح البيت بيتك …. وتبدا جلسة محبة وفضفضة بين الحبايب ويطحن البن وتتشرب القهوة … وفي الشارع لما يبدا عم سعيد تحميص البن يطلع نفس المحمصه بتاعت البيت بس على كبير ويقسم شوال البن تلات أكوام… كل كوم يتحمص لدرجة معينه ومع كل تقليبه نسمع طرقعة حبات البن في المحمصه… ويبدا ينزلها ويفرشها على شوال تتهوا شويه والشارع من اوله لاخره ريحة البن وكل حد معدي يرمي السلام على عم سعيد … ازيك يا عم سعيد ايه الروايح الحلوة دي … حوشلي ربع اخده وانا مروح للست … حاضر يا فؤاد افندي …. قصيدة شعر بالريحة مش بالكلام …. دفا وحب وسعادة …

مرت الايام وعرفنا أن البن يتحمص سبع تحميصات وممكن ثمانيه كل تحميصه ليها اسم ولون من اول تحميص القرفة وده لونه زي القرفة وتحميصة المدينة وتحميصة المدينة كاملة والفرنساوي والايطالي والخفيف واكتر حاجه غامقه هي الاسباني بتبقى مايله للاسود خالص ….. كل تحميصه وطعمها خليط من نكهه وحموضه على حلاوة على نسبة مرارة … وكل تحميصه ليها طعمها وليها عشاقها …. منهم اللي يحب قهوته بن فاتح ومنهم اللي يحب قهوة غامقة …. وناس كتير تشرب القهوة وسط …. مزاج لكل واحد وطعم لكل مشتاق.. .

البن اتحمص واتجهز للحبايب …. عدى النهار وافتكر فؤاد افندي ان الست بتاعته طالبه منه طلبات كتير …. لازم يعدي وهو مروح على العطارين والمغربلين ….. شامم روايح كتير ملخبطة وشايف محلات كتير مرصصة عى الصفين …. خشب بني وادراج كتير … برطمان ازاز كبير وحبوب اشكال والوان وصل لدكانة عم جميل … اصباح الخير يا عم جميل …. اهلا فؤاد افندي ايش احوالك … عال العال … عندي طلبات كتير …. عنينا يا فؤاد افندي …. واد يا صلاح … ايوه يا معلمي …. شوف طلبات فؤاد افندي واتوصى … عنيا يا معلمي …. ا امورني يا فؤاد افندي … انا عايز زر ورد وزر قرنفل وحبهان وحتة مستكة لزوم تحويجة البن ومعاهم زعفران ايراني ….. عنيا يا افندي … اشرب العناب على الطلبات ما تجهز …. ااموريني يا ست البنات … سحب فؤاد الكرسي واقعد شامم روايح…. بخور هندي دخانه مغرق المكان … وصل صلاح ومعاه قراطيس ورق احمر تخيل …. اتفضل يا افندي حاجات معتبرة … للزباين الحبايب تسلم يا صلاح … الحساب عند الحج جميل …. يا حاج تلات تعريفة حساب فؤاد … اتفضل يا معلم … خلي يا فؤاد … الله يحفظك يا معلم …. افتحي يا ازهار … اهلا يا سي فؤاد … حططيني… الهي ما اعدم دخلتك عليا … تجبلي الخير دايما …

قعدت الست بعد الغدا وفتحت قراطيس البهارات … لفت بايديها على كل حاجه وشمت ريحتهم تمام … يا زكيه… هاتي عدة القهوة يا بت واندهي ع الست إصلاح… جت العدة ومسكت المطحنه في ايدها ملتها من فوق بالقهوة وكل ما جاب فؤاد وقفلت عليها وبدأت تلف الايد ومع كل لفة يظهر صوت خروشة الحبوب مع المطحنة وكل ما تلف كل ما صوت الخروشه يخف … فتحت درج المطحنه … لا … لازم لفه تاني … حطت البن تاني في المطحنه وقعدت تطحن… اييييوه كده تمام …والله يا ازهار احلى فنجان قهوة باشربه من ايديكي … تعيشي يا إصلاح… ربنا ما يقطعلنا عادة يا حبيبتي …. طحنه بنك ناعمه وطعمه .. تسلمي يا إصلاح

القهوة وما فيها الحلقة الثانيه
القهوة وما فيها الحلقة الثانيه

 

دارت الايام وعدت وظهرت اشكال وأنواع من القهوة ولكل صنف طحنته… منها الناعم قوي شبه السكر بودرة وده بتاع القهوة التركي الحلوة وفيها الناعم اللي شبه ملح السفرة وده بتاع القهوة موكا وفي الوسط شبه الملح الخشن .. وده بتاع الامريكان بوت … وفي الخشن وده شبه حبوب النسكافيه وده بتاع قهوة فلتر … واخر حاجه الخشن …. طحنة البن دي فن … كل ما القهوة تحتاج تسوية لازم تتطحن ناعم … وكل ما تبقى انعم مرارة القهوة وحمضيتها تبان اكتر … الوزنة التمام بين الطحنه والتسويه ده السر الخطير بتاع حلاوة القهوة

رغيت كتير ووجعت دماغكم … قولولي امشي … القعدة معاكم ما يتملش منها … اشوفكوا بكرة … سلامو عليكو

السابق
الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين
التالي
أصالة نصري تتضامن مع المنتخب الجزائري بعد إقصائه من كأس العالم

اترك تعليقاً