الراهبه ماريا ورسالة الشيطان
بقلم عبد العظيم رضا
القرون الماضيه لا تخلو من الغموض والاسرار والوقائع المرعبه والاحداث الغريبة .عصور إرتبطت بشياطين وعوالم سفلية مخيفة ربما إختفت بعضها وبعضها لا لكن الحقيقة الدائمة هو انه لم ينتهي كل شئ. الراهبه ماريا ورسالة الشيطان موضوع غامض ومثير منذ اكثر من اربعمائة عام مضي إلي اليوم بالغم من المحاولات الكثيرة لفك اللغز القائم ونجاحه .البطلة في قصتنا اليوم راهبه لكن الموضوع رسالة ولكن ليست اي رسالة بل رساله مبهمة اللغة والمحتوي معاً .
لا يكمن الجدل في الرساله والراهبة فقط بل الجدل الاكبر في من هو صاحب الرسالة وكاتبها هذا هو المثير .قيل عنها انها قادمة من الجحيم مباشرة .ما علاقة الانترنت المظلم اي (ذا دارك ويب ) .الإسم الذي ولدت به قبل انتساب (Isabella Tomasi)الراهبه ماريا اوإسمها الديني لاحقاً .ولدت إزابيلا حوالي عام 1645 في ايطاليا لعائلة كانت تعتبر من العائلات المالكه في ذلك الوقت .والدها كان الامير(giulio Tomasi di lampedusa) .عاشت الفتاة في كنف عائلتها وتلقت العلوم ودرست اللغات المختلفة حالها كحال فتيات الطبقة النبيلة في ذلك الوقت .في عمر الخامسة عشر انضمت الفتاة الصغيرة الي دير بالاما في صقلية .عُمدت الفتاة بحسب الطقوس المسيحية وإكتسبت إسمها الرهباني (ماريا)
إنخرطت الراهبه ماريا في حياة الرهبه والواجبات الدينيه التابعه لهذا النمط من الحياة .كانت الراهبه ماريا مختلفه عن زميلاتها الراهبات فبحسب الكتابات التي من الدير الذي كانت تنتمي اليه وبقلم رئيسة الراهبات فإن هذه الراهبه تحديداً منذ دخولها الدير كانت تشكو من آمر معين وليس اي امر بل موضوع مرعب بمعني الكلمة .كان حجر الأساس لبقية القصة التي اوصلت الي رسالة الشيطان .كيف لنري؟البعض منا شاهد الأفلام المرعبه التي كان نمطها الراهبه المخيفه او بالمعني الاخر الصحيح الشيطانيه .هذا الامر ليس بالصدفة فموضوع التلبس والمس الشيطاني معتقد به وبشده بل وهو مصدق في الكنائس والأديرة .والراهبات هن الاكثر عرضه للمس وهذا بالتحديد ما حدث مع الراهبه ماريا .
الراهبه ماريا ورسالة الشيطان؟
بحسب وثائق الدير وبحسب مقال في جريدة ( ذا تايمز) فإن ماريا بعد ايام قليله من دخولها الدير بدأت الشكوي لزميلتها من سماع اصوات داخل رأسها توسوس لها بالإبتعاد عن الرب والإتجاه الي الشيطان واكثر من ذلك .الراهبه ماريا كانت دائماً متيقنه من ان الشيطان يتلبسها بين الاحين والخر واخبرت الراهبات بذلك .الدليل الذي اقنع الراهبات بما كانت تقوله بأن الشيطان يتلبسها بين الحين والأخر ويحاول إجبارها علي الخطيئه هو ما كانوا يشاهدونه امام المذبح الإلاهي اي مكان الصلاة في الدير .بحسب وثائق الدير فإن الراهبه ماريا كانت تصرخ مذعوره وخائفه عند إقترابها من المذبح .كأنها تري شيئاً هي وحدها القادرة علي رؤيته ثم تغيب عن الوعي .وعند عودة الوعي لها تخبرهم بأن الشيطان كان يتجسد لها ويمنعها من إكمال الطريق زوكأن كل هذا الرعب كان غير كافي ليأتي ما حدث في الحادي عشر من أغسطس 1676 .
في الحادي عشر من أغسطس 1676 سمعت الراهبات صوت صراخ الراهبه ماريا فدخلوا الي الغرفة ليجدوا الراهبه ماريا ترتجف وتتلوي علي الارض ووجها مغطي بالحبر وفي يدها رسالة .بحسب الوصف الذي في سجلات الدير فإن الراهبه ماريا كانت في حالة إنفصام عن الوعي وعادت الي رشدها فجأة وهي في حالة مزرية ومتعبة .أخبرت الراهبه ماريا زميلاتها بأن الشيطان هذه المرة تلبسها وأملي عليها رسالة كتبها بيدها .الجدير بالذكر هنا هو ان جريدتين (ذا تايمز و ذا ميرور) ذكرت ان هذه الرسالة لم تكن الاولي بل سبقها رسائل اخري الي ان هذه الرسالة هي الوحيدة التي بقيت محفوظه بالدير واحتفظت بغموضها واثارتها ورعبها .