قراءة في رِواية هِنْد والدُّكْتورة ناريمان
بقلم :الكاتبة أسماء حامد
حِينمَا تُبْدِع الطَّبيبة، والْأدبيَّة ،فِي رَسْم الشَّخْصيَّات، تَندَمِج مع تَفاصِيل الرِّواية ،وَكَأنهَا شخْصيَّات حَقِيقَة، تُثْمِر لَنَا مزيجًا مِن الإبْداع،
صِراعًا بَيْن اَلحُب ،والضَّمير، والْكثير مِن المشاكل المصْريَّة
فِي رِواية هِنْد والدُّكْتورة ناريمان قَصَّه دَاخِل عَقْل وقلْب أُنثَى طَبِيبَة وَأَديبَة شَابَّة لََا أُخْفِي عَنكُم سِرًّا كُنْت أَتنَقل بَيْن غُرفَة العمليَّات إِلى الاسْتقْبال إِلى قَاعَة المحاضرات وَإلَى اَلكثِير مِن عُقُول الطَّبيبات الصَّغيرات إِلى أُسرَة أَخِيهَا المتوفَّى
إِلى مَشاكِل اَلأُم وَمَرحلَة المراهقة
الصِّرَاع الدَّائم والْمقارنة بَيْن اَلأَخ العاقل اَلمُتزن والْأخ الأصْغر صَاحِب الشَّخْصيَّة المسْتقلَّة
كُنْت اِستقَل المصْعد فِي المشاحنات والْغيْرة والرُّوتين وَأهبِط مع حَنَان اَلأُم والصَّديقة والطَّبيبة اَلتِي حُرمَت مِن الإنْجاب والْحبِّ
كُنْت أَتأَثر مع مُنَاقشَة قَضيَّة الختَان كمَا كُنْت أُناقشهَا فِي اَلكثِير مِن النَّدوات وكتبتْ عَنهَا وصرَّحتْ بِهَا
كُنْت أَشعُر بِغيْرة زُمَلاء العمل وَحقدِهم وأسْتغْربهمَ مِن كَلمَة اَلحَق والضَّمير لَيْس فِي مِهنَة الطِّبِّ فقط وَلكِن فِي كُلِّ مَجَال
كُلِّ عمل كُلِّ مُؤَسسَة كُلِّ إِمْرَة تَكرهُه نَجَاح إِمْرَة أُخرَى أو زميل يَستَغِل ضعْفً آخرون
كُنْت أَتَعايَش مع حَيَاة مَلِيئَة بِالتَّفْصيل وكأنَّني أَصبَحت طَبِيبَة أنَا اَلأُخرى
اَلقِصة لَيسَت بَيْن هِنْد والدُّكْتورة ناريمان وَحَنان اَلأُم المفْقود أو قِصَّة حُبٍّ ضَائِعة أو مُعْجِزة إِنجَاب بَعْد عُمْر مِن الحرْمان وَلَكنهَا توْليفة خَاصَّة مِن كُلِّ هذَا
قَرَأتهَا أَكثَر مِن مَرَّة لَيْس لِلْكتابة عَنهَا وَلكِن لِأنَّني أَحبَبت الدُّكْتورة ناريمان أَحبَبت اَلأُنثى اَلتِي عَانَت فِي بَيْت زوْجهَا وانْفصلتْ عَنْه بِسَبب ظُلْم أَهْل الزَّوْج وَكرهِم لَهَا رَغْم كمِّ الجمَال الدَّاخليِّ قَبْل الخارجيِّ فِيهَا
وَهِي قِصَّة تَتَكرَّر كُلَّ يَوْم بِحكْم تَدخُّل الأهْل فِي مُجْتمعنَا اَلمصْرِي والْعربيِّ
أَحبَبت اِحْتواءهَا لِهنْد رَغْم قَسوَة الجدَّة اَلتِي كَانَت سببًا فِي اِنْفصالهَا عن حُبِّ حَياتِها أَحبَبت الشَّخْصيَّة اَلسوِية رَغْم كُلِّ ضُغُوط الحيَاة وَلذَلِك أنَا سَعِيدَة جِدًّا وأتمَنَّى اَلكثِير مِن الأعْمال الأدبيَّة الممْزوجة بِالْحبِّ والرُّومانْسيَّة والْأخْلاق والْعَمل والْمعْلومات القيمة
هِنْد والدُّكْتورة ناريمان بِقَلم الدُّكْتورة نُورًا عَفيفِي الصَّادرة عن دار غُرَاب فَتعَد الرِّواية لِلْكاتبة والطَّبيبة اَلتِي أَصدَرت رِوايتهَا اَلأُولى ” أُمُومَة بِلَا كَراهِية ” ، وتناولتْ بَعْض التَّحوُّلات الاجْتماعيَّة الخطيرة اَلتِي تُهدِّد كِيَان المجْتمع اَلمصْرِي وَقيَم اَلأُسرة المصْريَّة بِالْإضافة إِلى كِتَاب ” يوْميَّات أنَا وَزوجِي ” وَهُو عِبارة عن مَجمُوعة قَصَصيَّة صِيغتْ فِي هَيئَة يوْميَّات تَحدَّث فِي كُلِّ بَيْت مِصْرِي مع بَعْض الفكاهة وأيْضًا رِواية نِعاكِيش وَهُو مِن الأدب السَّاخر وطبيبات خَلْف القضْبان وَالتِي أَكَاد أَجزِم أَنهَا ستتحَوَّل يوْمًا مَا الأيَّام إِلى عمل دِراميٍّ كُوميديٍّ جِدًّا بِشَكل مُخْتَلِف عن الأعْمال الموْجودة دَاخِل الشَّاشة الصَّغيرة كُلَّ الأماني الجميلة والرَّائعة لِلصَّديقة والْأخْتِ العزيزة دُكْتُورة نَوَّار عَفيفِي ومزيد مِن الإبْداع والْإصْدارات الأدبيَّة المتكاملة فِي مَكْتَبة اَلأُسرة المصْريَّة الهادفة