عالم وأديب

روايات ” أيمن العتوم”.. أدب هادف و لغة عربية متقنة

 

 

روايات ” أيمن العتوم”.. أدب هادف و لغة عربية متقنة

كتب:هدى شهاب

3 روايات لـ” العتوم” مثيرة للجدل بين “ضياع الهوية” و “أدب السجون” و”الثورة”

هو شاعر و روائي أردنيّ وُلد في عام 1972،تلقى تعليمه الثانوي في إمارة عجمان

بدولة “الإمارات العربية المتحدة”إلتحق بعدها بـ”جامعة العلوم والتكنولوجيا

الأردنية”..نال بكالوريوس الهندسة المدنية عام 1997،وفي عام 1999 درس اللغة

الغربية بـ”جامعة اليرموك” ليتخصص في النَحو و أصول اللغة،فقد ساهمت نشأتهُ

الإجتماعية حيث والده البروفيسور”علي العتوم” الذي يعمل إستاذاً للغة العربية في

جامعة اليرموك في تحبيب “أيمن” للغة العربية وآدابها إليه،كما كان لوالده تأثير على

تكوينه الديني المقرب للإسلام و تعاليمه كون والده أحد المحسوبين على الحركة الإسلامية في الأردن.

اشتُهر”العتوم” برواية “يا صاحبي السجن” التي لاقت صدى كبير في الوطن العربي

من ثَم زادت شهرته برواية “يسمعون حسيسها” التي صدرت عام 2012 وتعبر كُلا

الروايتن عن تجربة السجن و الإعتقال..فالرواية الأولى تحكي تجربة”العتوم”

الشخصية في السجون الأردنية خلال عامَي 1996 و 1997 بكونه معتقلاً

سياسياً.حيثُ أُلقي القبض عليه بعد أن ألقى إحدى قصائده الهجائية عن

النظام،فدخل السجن على إثرها ليقضي فيه ما يقرب من عام كمعتقل سياسي،و في

رواية “يا صاحبي السجن” نشر تجربته هذه ذاكراً بعض التفصيل..أما الرواية الأخرى

تحكي عن قصة طبيب و تجربته في معتقل” تدمر” السوري,و من بعد نجاح

“العتوم” في أولى رواياته توالت الأعمال الأدبية فنشر رواية “ذائقة الموت” عام

2013 ،و “نفرٌ من الجن” آواخر عام 2014،و “كلمة الله” عام 2016..و غيرها من

الروايات الناجحة..كما إشتهر “العتوم” بنظم الشعر،و له عدة دواوين شعريّة أحدثها ديوان ” طيور القدس عام 2016″.

“السرد الروائي”

أيمن العتّوم روائي مُثقف تظهر ثقافته و إلمامه بالعلوم و اللغة العربية في طيات

جمله السلسة،المُتقنة،و أسلوبهُ الممتع من العربية الفصحى،كما يعشق الوصف ويبرع

فيه فتصل إليك المشاعر والأماكن ببراعة تامة كأنك تعيشها بنفسك.كما عُرف أدب”

العتوم” بأنه أدب هادف يتميز بالقضايا الهامة و الرسائل الخفية التي يريد أن يوصلها

للقراء في صورة قصصية شيقة سواء كانت تلك الرسائل دينية أو أخلاقية أو حتى

سياسية،أيضاً عُرفت روايات “العتوم”بالجرأة في الطرح و كسر الحواجز،لذا دائما ما

كانت تلاحقه المتاعب و القضايا.. تحوي “روايات” العتوم” دائما على أبيات شعرية

كونه شاعر و الإقتباسات الجميلة التي توصل المعنى و تعززه،كما يجب أن لا ننسى

أن جميع رواياته تميزت بالطابع الإسلامي،و ذلك جليٌّ في عناوين رواياته التي إقتبس أسماءها من آيات القرآن الكريم..

من هنا تستعرض لكم”زهوة” 3 من أهم و أشهر روايات الروائي الأردني الموهوب و تسلط الضوء عليها…

1-“يسمعون حسيسها”

هى التجربة الرواية الثانية لـ”العتوم” بعد “يا صاحبي السجن”..صدرت عام

2012..كتب “العتوم” هذه الرواية على لسان طبيب سوري يُدعى “إياد أسعد”، حيث

يروي “أسعد” قصته داخل معتقل “تدمر” شديد الحراسة الذي قضى فيه 17 عاماً من

عمره،بعد أن تم القبض عليه بتهمة الإنتماء لأحد الجماعات الإسلامية التي كانت

على عداء مع الرئيس السوري آنذاك”حافظ الاسد”..يسرد الراوي الطبيب الويلات

التي لاقاها هو و زملاءه المعتقلين طيلة سنوات إعتقالهم،فمن ضمن 20 ألف سجين

مات 11 ألف من الإعدام أو المرض أو التعذيب أو حتى الانتحار..و كان شاهداً على

كل تلك العذابات “الطبيب السجين” و لكن بعد سنوات الإعتقال المريرة التي قضاها

“أسعد” في جحيم المعتقل تم “العفو الرئاسي”عنه ليعود لبيته و أسرته بعدما نجا

بأعجوبة من قبضة الطغيان و الموت الذي يلف “سجن تدمر”..

الرواية تعتبر من “أدب السجون” و هى من الروايات التي تلف قارئها بغمامة من

الحزن و الأوجاع النفسية،لاسيما و أنها تنقل قارئها إلى لوحة من اللوحات السوداء

التي تفيض بها أقبية المعتقلات من ظلم و قهر و طغيان..و ربما كان لقاء “أسعد”

بطفله وابنته وزوجته في خاتمة الرواية هو ما أراح القارئ بعض الشيئ من أن كوة الحرية تنفتح أخيرا رغم العذابات الطويلة…

روايات " أيمن العتوم".. أدب هادف و لغة عربية متقنة

2- “حديث الجنود”

هي من أشهر الروايات و أمتع الأعمال الأدبية التي قدمها لنا الكاتب،و اللغة التي

كتبها بها مبهرة للغاية،تجذبك للأحداث،فلا تستطيع أن تفارق الكتاب حتى الإنتهاء

من آخر صفحاته..صدرت”حديث الجنود” في عام 2014 و تدور أحداثها في جامعة

اليرموك الأردنية التي درس فيها المؤلف عام 1986 الذي شهد احتجاجات طلابية من

اعتصامات واحتجاجات على مجموعة من القرارات الجامعية،سلطَ “العتوم” في

روايته الضوء على أسباب تلك الإحتجاجات ومآلاتها في ظل الأحكام العرفية التي

كانت مطبقة في الأردن في ذلك الوقت.و وضح دور التيارت اليسارية و تيار

الإخوان المسلمين في القضية..مَنعَت “دائرة المطبوعات الأردنية” نشر الرواية و

وقف تداولها و توزيعها في الأردن،مثلما منعت سابقاً “رواية يا صاحبي السجن”

لإنتقاد الروايتين السياسة العامة للدولة و الدعوة للثورة و الإحتجاج أو نقد الإعتقال

و التعسف ضد الطلاب و المعارضيين،كما مَثَلَ”العتّوم” أمام القضاء بسبب قرار المنع هذا…

3- “رؤوس الشياطين

تطرح رواية “رؤوس الشياطين”عدداً من الأسئلة الوجودية و الهواجس الإنسانية

المَرَضيّة عن الحياة والموت والنجاح والإخفاق،و محاولة فَهم تناقضات النفس

البشريّة.تدور أحداث الرواية عن قصة طبيب شاب عبقري، بدايةً من لحظة ولادته و

لم يُحدد له القدر هوية واحدة أو إسماً واحداً،حيث إختلف الأب و الأم على تسميتهُ

فأصبح يُلقب بألقاب و أسماء عديدة،فالبطل تعدد أسماءه تبعاً لتعدد أشكال الصراع

الذي يعيشه،ففي طفولته و شبابه يمر بالمحطات المتعاقبة و المتباينة.

فقد نشأ لأبٍ شيوعي لا ديني و أمٍ على النقيض الآخر قريبة من خالقها ملتزمة

بأوامره،ليتأرجح بين ذاك و تلك،هل نقول أنه صراع الخير و الشر إذن؟؟،تاه البطل

بين الضدين أو الأضداد في فصول الرواية يحاول أن يجد ذاته الضائعة و أن يحدد

هويته التي فقدها في اسماءه الستة،فيفشل و يتلو الفشل فشل لكنه في النهاية لا يهن و يستمر في رحلته إلى أن يجد ذاته و إسمه !!…

#مجلة زهوة# مواضيع أخرى للمجلة#

العالم الكبير :أحمد زويل

طريق السعادة—تيسير فهمى

حصريا بالصور _مسرحيه ديجافو

 

السابق
1300 متسابق من 30 دولة يشاركون فى ماراثون الجون
التالي
سفير البوسنة والهرسك فى ضيافه وزير السياحه والاثار

3 تعليقات

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : سفير البوسنة والهرسك فى ضيافه وزير السياحه والاثار : Zahuaa زهوة

  2. التنبيهات : المسلسل الجديد ل (يوسف الشريف)"كوفيد 25" : Zahuaa زهوة

  3. التنبيهات : الإصلاح والرعاية الإجتماعية للأيتام : ،،،،،، Zahuaa زهوة %

اترك تعليقاً